من جيسلين لير
دبي (رويترز) - قال مسؤولون تنفيذيون يوم الأربعاء إن ميناء الفجيرة الإماراتي، وهو ثالث أكبر ميناء للتزود بالوقود في العالم، يجب أن يزيد حجم استثماراته في تخزين أنواع الوقود البديلة والجديدة وتورديها على الرغم من اشتداد الحاجة إلى التخلص من الكربون الناجم عن أنشطة بحرية.
ويتعين على صناعة النقل البحري أن تبحث عن أنواع بديلة للوقود لتلبية أهداف خفض انبعاثات الكربون التي حددتها المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتي تشمل خفض انبعاثات الكربون بنحو 40 بالمئة مقارنة مع مستويات 2008 بحلول 2030، إلى جانب تخفيض إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري 50 بالمئة بحلول عام 2050.
وعلى الرغم من أنه أحد الموانئ الرئيسية للتزود بالوقود، فإن ميناء الفجيرة تخلف كثيرا في مساعيه لاجتذاب أسواق الوقود البديل مثل الغاز الطبيعي المسال والوقود الحيوي والميثانول، مقارنة مع الموانئ الأخرى مثل سنغافورة وروتردام.
وقال لو ساي هوات، المدير العام في شركة فوباك هورايزون الفجيرة المحدودة، إن الاستثمارات المحتملة في ميناء الفجيرة يجب أن تتضمن تعديل الصهاريج لاستيعاب أنواع الوقود المستقبلية هذه.
وقال لو خلال مشاركته في ملتقى الفجيرة الدولي الثالث عشر للتزود بالوقود "فوجكون 2023" اليوم الأربعاء "هناك الكثير من التطوير فيما يتعلق بالطاقة الجديدة وإزالة الكربون في الموانئ الأخرى. يجب ألا نتخلف عن الركب فيما يتعلق بذلك (في الفجيرة)".
لكن ثمة عقبات تعترض زيادة الاستثمار في هذا المجال، أهمها الافتقار إلى التعاون.
وقال نظام الدين نور علي، المدير العام في محطة التخزين الطرفية (جي.تي.آي الفجيرة) "ربما ما نفتقده حقا هو التواصل بين الجهات المعنية الرئيسية".
وأضاف "كل شخص يقوم بدوره ولكن في معزل عن الآخر... لا يوجد تواصل مركزي يمكن بموجبه إضافة سلسلة القيمة إلى المحطات الطرفية".
ومن بين العوامل التي تعيق زيادة الاستثمار عدم وجود شفافية والافتقار إلى الرقمنة.
وقال كينيث دام، رئيس قسم التزود بالوقود لدى "تي.إف.جي مارين" على هامش مشاركته في الملتقى "إذا نظرت إلى عملية التزود بالوقود اليوم على شواطئ الفجيرة والطريقة التي تتم بها عملية القياس، فسترى أن الكميات لا يزال حسابها يدويا"، مضيفا أن مثل هذه العمليات اليدوية تستغرق وقتا أطول وأكثر عرضة للخطأ البشري.
وأضاف أنه في المقابل كثف ميناء سنغافورة، وهو أكبر مركز للتزود بالوقود في العالم، جهوده لرقمنة عملياته، مما مهد الطريق له لاجتذاب الأنواع الجديدة من الوقود.
وقالت مصادر تجارية على هامش المنتدى إن الإمدادات الفورية من أنواع الوقود الجديدة تستغرق وقتا طويلا في الخروج من ميناء الفجيرة بسبب عدم وجود طلب عليها، بعكس الوضع في ميناء سنغافورة، على الرغم من أن الإمدادات الفورية ستبدأ في السنوات المقبلة.
ووفقا لنتائج استطلاع إلكتروني عُرض في الملتقى، يُتوقع أن يمثل الميثانول والغاز الطبيعي أكبر حصة في سوق الوقود البديل في الفجيرة، يليهما الوقود الحيوي والأمونيا، بحلول عام 2050.
وقال بيتر كيلر، رئيس تحالف (سي-إل.إن.جي) أمام المنتدى "آمل أنه بعد عامين من الآن، عندما نعود إلى هنا في الفجيرة (من أجل ملتقى فوجكون القادم)، ألا نتحدث فقط عن القدرة على توفير مستودعات للغاز الطبيعي المسال، ولكن آمل أن نمتلكها بالفعل".
وتسعى الفجيرة للحفاظ على مكانتها كأحد أكبر مراكز التزود بالوقود حول العالم. وحقق الميناء رقما قياسيا من حيث كميات مناولة النفط في العام الماضي ومن المتوقع أن يسجل طلبا قويا بالنسبة للتخزين في المستقبل.
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير علي خفادي)