باريس (رويترز) - قال موسى مارا رئيس وزراء مالي يوم الاثنين إن المتشددين الاسلاميين منحوا فرصة للعودة الى شمال البلاد بعد ان أعادت فرنسا نشر قوات في المنطقة وحث القوات الفرنسية وتلك التابعة للامم المتحدة على مواصلة شن الهجمات لمنع عودة المتشددين مرة أخرى.
وقتل تسعة من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي يوم الجمعة الماضي عندما نصب مسلحون على دراجات نارية كمينا لقافلتهم في أعنف هجوم تتعرض له القوات الدولية العاملة في مالي حتى الآن.
وأبرز الهجوم تصاعدا في الهجمات على القوات الدولية المتمركزة في منطقة الصحراء الشرقية بمالي لاسيما بعد ان حولت فرنسا عمليتها في مالي هذا العام الى قوة اقليمية لردع المتشددين وذلك بعد ان نجحت باريس في طرد الاسلاميين من شمال البلاد في مطلع عام 2013 .
وقال مارا لرويترز في مقابلة على هامش منتدى لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن افريقيا "القوات الفرنسية باتت أقل تركيزا ومنتشرة على نطاق واسع في منطقة الساحل والصحراء لذا يبدو ان الأمر يشبه اتاحة الفرصة لهذه الجماعات للعودة وتعزيز وجودها."
ومنذ ان شتتت القوات الفرنسية صفوف الاسلاميين أجريت انتخابات وبدأ المتمردون الذين نأوا بانفسهم عن الجماعات المتشددة في اجراء مباحثات مع حكومة مالي.
الا ان عملية السلام تتحرك ببطء وانسحبت قوات مالي من معظم مواقعها في الشمال في وقت سابق من العام بعد اشتباكات مع المتمردين مما ترك فراغا شغله المتمردون في منطقة تغص بالمخدرات ومهربي الاسلحة والجماعات المتمردة.
وطالب مارا بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بنشر المزيد من قواتها التي يصل قوامها الى 12 الف فرد في شمال البلاد وان تلجأ لاستخدام طائرات الهليكوبتر والقوات الخاصة التي لديها لمطاردة الاسلاميين الذي استغلوا هم والانفصاليون حالة من الفوضى نجمت عن انقلاب وقع عام 2012 للاستيلاء على المناطق الشمالية من البلاد.
وقال مارا "منطقة كيدال (في الشمال) ليس بها قوات من جيش مالي كما ان القوات الدولية في ثكناتها او ليس لديها امكانية تكفي للوصول الى هذه المواقع."
واضاف انه يتعين على قوة الامم المتحدة هناك "ان تتوقف عن تسيير دوريات.. يتعين عليها ان تتخذ وضع الهجوم لتحديد الملاذات غير الآمنة للقضاء عليها."
ومضى يقول "الأمر الأول الذي يتعين القيام به هو ان يكثف الجيش الفرنسي (جهوده) وان يرسل قوات خاصة على الارض. من الناحية العملية يتطلب الامر القتال المتلاحم لتطهير هذه المناطق."
وقال مسؤولون فرنسيون الاسبوع الماضي إن الجيش الفرنسي ينشئ قاعدة في شمال النيجر في اطار عملية لمنع متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة من عبور منطقة الساحل والصحراء لاسيما من جنوب ليبيا حيث اعاد المتشددون تنظيم صفوفهم.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)