من مات تريسي وثاقب إقبال أحمد
واشنطن (رويترز) - زادت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التركيز على المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة على الأسواق المالية مع ترقب المستثمرين لما سيحدث إذا اجتذب الصراع دولا أخرى بما قد يرفع أسعار النفط بقدر أكبر ويوجه ضربة جديدة للاقتصاد العالمي.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد بالقضاء على حماس بينما يواصل جيش بلاده الاستعداد لاجتياح بري لقطاع غزة الذي تديره الحركة ردا على هجومها الدامي على عدة بلدات إسرائيلية مطلع الأسبوع الماضي.
وقفزت أسعار النفط نحو ستة بالمئة يوم الجمعة مع تحسب المستثمرين لتأثير الصراع على الإمدادات من الدول المجاورة في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم. وسيظهر أثر التطورات التي شهدها مطلع الأسبوع الحالي في وقت متأخر من مساء يوم الأحد مع بدء تداولات النفط الآسيوية.
وقال بن كاهيل كبير الباحثين في برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "يبدو أننا نتجه نحو غزو بري واسع النطاق لغزة وخسائر كبيرة في الأرواح... في أي وقت ينفجر صراع بهذا الحجم، سيكون هناك رد فعل من السوق".
ولم تظهر تأثيرات ضخمة على الأسواق في الأسبوع الماضي لكن الشيقل الإسرائيلي تراجع تراجعا حادا.
وقال إريك نيلسن (NYSE:NLSN) كبير المستشارين الاقتصاديين في يونيكريديت "ليس لدي أدنى فكرة إذا كانت الأسواق ستظل هادئة نسبيا أم لا... الأمر يعتمد بشكل شبه مؤكد على استمرار الصراع في نطاقه الحالي أو تحوله لحرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط".
وعلى مدى الأسبوع الماضي ظهر تأثير المخاوف المتعلقة بالصراع في أسعار الأصول مما ساهم في تراجع الأسهم يوم الجمعة وتراجع المؤشر ستاندرد اند بورز الأمريكي 0.5 بالمئة، أما أصول الملاذ الآمن فقد شهدت موجات شراء فصعد الذهب أكثر من ثلاثة بالمئة يوم الجمعة ولامس الدولار الأمريكي أعلى مستوى في أسبوع.
ورجح برنارد بومول، كبير خبراء الاقتصاد الدولي في مجموعة إيكونوميك أوتلوك في برينستون بولاية نيوجيرسي أن يتسبب اتساع رقعة الصراع أيضا في ارتفاع التضخم وبالتالي تسارع وتيرة عمليات رفع أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم.
لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة قد تكون الاستثناء من هذا السيناريو لأن المستثمرين الأجانب سيضخون رؤوس أموالهم فيما يعتبرونه ملاذا آمنا أثناء الصراعات العالمية.
وقال عما قد يحدث في الولايات المتحدة "أسعار الفائدة قد تنخفض... ونتوقع أن يرتفع الدولار".
وفي أوروبا، قال خبراء اقتصاد إن هناك احتمالات متزايدة لرفع البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة مرة أخرى.
وتشكل الحرب بين حماس وإسرائيل أحد أكثر المخاطر الجيوسياسية المؤثرة على أسواق النفط منذ بدء روسيا غزوها لأوكرانيا العام الماضي.
وقال جورج موران الخبير الاقتصادي في نومورا "إذا علمتنا الحرب في أوكرانيا أي شيء فهو عدم التقليل من شأن تأثير العوامل الجيوسياسية".
ويمكن أيضا أن تتأثر أنواع الوقود الأخرى، فعلى سبيل المثال وفي ظل التطورات الأحدث أعلنت شركة شيفرون (NYSE:CVX) وقف صادرات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب رئيسي يمر تحت البحر بين إسرائيل ومصر.
وقال كاهيل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "الخطر الأكبر على سوق النفط هو أن هذا الصراع يجذب الدول المجاورة".
واستبعد محللون أن يكون لارتفاع أسعار النفط تأثير كبير على أسعار الغاز في الولايات المتحدة أو إنفاق المستهلكين.
وقال جاك أبلين كبير مسؤولي الاستثمار في شركة كريسيت كابيتال إن الوضع يحتاج إلى مراقبة.
وأضاف "إذا توقف إنتاج النفط فجأة أو تعطل نقله، فمن المؤكد أن يوجد ذلك مشكلات ليس فقط للاقتصادات وإنما للأسواق أيضا".
وأشار إلى أن النفط وأسهم شركاته والسلع الأولية بشكل عام والذهب بشكل خاص يمكن أن تكون بمثابة وسائل تحوط فعالة للمستثمرين.
(إعداد سلمى نجم ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير سها جادو ومحمود رضا مراد)