Investing.com - يشهد سوق السيارات الكهربائية تحولات سريعة في عام 2023، حيث يدخل المزيد من صانعي السيارات إلى المعركة بنماذج وتقنيات جديدة سعيًا منهم لاقتناص. ومع ذلك، هناك أيضًا مخاوف من أن يضعف الطلب على المدى القريب حيث تبدأ أسعار الفائدة المرتفعة في التأثير على إنفاق المستهلكين.
وفي هذا السياق، يجب على المستثمرين توخي الحذر من شركة لوسيد موتورز (NASDAQ:LCID)، شركة تصنيع السيارات الكهربائية الفاخرة التي تواجه العديد من التحديات في سعيها لتصبح قادرة على المنافسة.
والجدير بالذكر أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يمتلك ما يزيد قليلا على 60 بالمئة من شركة السيارات الكهربائية، وفي مايو/ أيار الماضي وافق على استثمار 1,8 مليار دولار في إطار العرض الخاص لأسهم شركة لوسيد في البورصة في ذات الشهر.
فيما يلي ثلاثة أسباب تدفعك إلى الحذر بشأن الاتجاه الهبوطي لأسهم شركة لوسيد.
اقرأ أيضًا: تقرير صادم بشأن مشتريات البنوك المركزية للذهب.. وهذا هو أكبر مشتر حتى الآن!
عمليات التسليم آخذة في الانخفاض
تراجعت عمليات تسليم شركة لوسيد في عام 2023. ووفقًا لنتائجها المالية للربع الأول من عام 2023، أنتجت الشركة 2,314 سيارة سيدان إير وسلمت 1,406 سيارة في الربع الأول، بانخفاض من 3,493 و2,780 على التوالي في الربع الرابع من عام 2022.
وقال الرئيس التنفيذي بيتر رولينسون في ذلك الوقت لقد كان يعتقد أن "عدد قليل جدًا من الناس على علم" بالشركة، وهو ما لا يبشر بالخير بالتأكيد بالنسبة لآفاق نمو شركة لوسيد. ولم تكن نتائج التسليم في الربع الثاني متباينة للغاية. قامت شركة لوسيد بتسليم 1,404 سيارة سيدان إير في الربع الثاني. مقارنة تسليمات الشركة في الربع الثاني بـ 679 سيارة في الربع الثاني من عام 2022.
استمرت نتائج تسليم شركة صناعة السيارات الكهربائية الفاخرة للربع الثالث في إرباك المستثمرين، مما زاد من المخاوف من أن يؤدي تراجع الطلب على السيارات الكهربائية إلى الإضرار بقدرة لوسيد على النمو.
اقرأ أيضًا: تقلبات سعرية حادة تضرب سوق الكريبتو.. والبيتكوين تسير على خطى الذهب !
نمو الإيرادات وهوامش الربحية يضغطان
تباطأ نمو إيرادات شركة لوسيد بشكل كبير وسط ضغوط الطلب على السيارات الكهربائية. حيث أعلنت الشركة عن إيرادات بلغت 149.4 مليون دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 159٪ على أساس سنوي ولكن بانخفاض بنسبة 42٪ على أساس ربع سنوي. وسجلت الشركة أيضًا خسارة صافية قدرها 779 مليون دولار، ارتفاعًا من 472 مليون دولار في الربع الرابع من عام 2022.
ولم تكن النتائج المالية للربع الثاني أفضل. حيث بلغت الإيرادات 151 مليون دولار، بزيادة قدرها 55٪ على أساس سنوي، فمن منظور ربع سنوي، زادت الإيرادات بنسبة 1٪ فقط.
ومع انخفاض عمليات التسليم، تصبح قدرة صانع السيارات على تحقيق الربحية بعيدة المنال، الأمر الذي سيخيب آمال حاملي السيارات على المدى الطويل.
أخيرًا، في حين أن الميزانية العمومية لشركة لوسيد لا تزال قوية بمبلغ 5.2 مليار دولار نقدًا، إذا استمرت الخسائر في التوسع، فقد يتضاءل هذا الرصيد النقدي ويجبر الشركة على جمع الأسهم أو الديون، مما قد يقلل من المستثمرين الحاليين أو يزيد من ضغط الهوامش النهائية.
اقرأ أيضًا: بيانات التضخم التركية تخالف التوقعات.. ما زال بالقرب من مستويات قياسية
التقييم ما زال يمثل مشكلة
تقييم شركة لوسيد ما زال مثيرًا للقلق. على الرغم من أن صانع السيارات الكهربائية الفاخرة يتم تداوله بسعر 7.9 أضعاف البيع الآجل، إلا أن الشركة لم تحقق ربحية بعد، وبالتالي فإن مقاييس الربحية الخاصة بها تجعل بيع السهم صعبًا.
تتوقع شركة لوسيد تحقيق أرباح إيجابية قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بحلول عام 2024 وتدفق نقدي حر إيجابي بحلول عام 2025، لكن هذه التوقعات مشروطة بالوصول إلى أهداف التسليم. ونظرًا للطريقة التي كان بها الإنتاج والتسليم ضعيفًا في عام 2023، فمن الصعب تصديق أن الشركة ستقترب من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA) أو الربحية النهائية في أي وقت قريب.
وفي الوقت نفسه، تواجه لوسيد منافسة شديدة من صانعي السيارات الكهربائية الفاخرة الآخرين، بما في ذلك شركة تسلا (NASDAQ:TSLA) نفسها ومجموعة من شركات صناعة السيارات الألمانية، بما في ذلك مرسيدس بنز (OTC:MBGYY) وبي إم دبليو (OTC:BMWYY)، وهو الأمر الذي قد يحد نمو مبيعات لوسيد أيضًا. حيث إن هذه الشركات ليست معروفة بشكل أفضل فحسب، بل لديها رأس المال والموارد اللازمة لبيع عدد كبير من المركبات حتى في الأسواق التي يصعب البيع فيها. وبالتالي سوف تحتاج شركة لوسيد مزيدًا من الابتكار من أجل إزاحة هؤلاء المنافسين والتفوق عليهم.