Investing.com - كشفت تقارير صحفية عن اعتزام إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب وضع إطار عمل فيدرالي للمركبات ذاتية القيادة واعتبارها أحد أولويات وزارة النقل.
إذا مكنت القواعد الجديدة من نشر واسع للسيارات بدون أدوات تحكم بشرية، فإن ذلك سيعود بالنفع المباشر على إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا (NASDAQ:TSLA) وأحد المانحين الرئيسيين لحملة ترامب. ماسك الذي أصبح شخصية بارزة في الدائرة المقربة من الرئيس المنتخب، يراهن بمستقبل شركته للسيارات الكهربائية على تقنيات القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي.
ارتفع سهم تسلا بحوالي 5.6% بنهاية تعاملات يوم الاثنين، مما يضيف إلى مكاسبه التي وصلت إلى 27% منذ يوم الانتخابات. في المقابل، تراجعت أسهم أوبر وليفت، اللتين قد تواجهان منافسة من شبكة الروبوتاكسي المخطط لها من ماسك.
عقبات تنظيمية تواجه تسلا
القواعد الفيدرالية الحالية تفرض عقبات كبيرة أمام الشركات التي تسعى لإطلاق سيارات بدون عجلات قيادة بكميات كبيرة، وهو ما تخطط تسلا للقيام به.
يعمل فريق ترامب على تعيين قادة في وزارة النقل لوضع إطار عمل لتنظيم السيارات ذاتية القيادة، وفقًا لما أفادت به التقارير الصحفية. حيث إن العمل لا يزال في مراحله الأولية، ولم تُحدد تفاصيل السياسة بعد.
انعكس صعود سهم تسلا على ثروة رئيسها التنفيذي، وأغنى رجل في العالم، حيث وصلت إلى 326 مليار دولار بعدما كسب 13 مليار دولار يوم أمس الاثنين فقط.
الحاجة لتشريعات واسعة
حالياً، تسمح الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA) للمصنعين بنشر 2,500 مركبة ذاتية القيادة سنوياً بموجب إعفاء خاص. كما تجري الإدارة تحقيقات سلامة متعلقة بالمركبات ذاتية القيادة وأنظمة المساعدة في القيادة، بما في ذلك ميزات تسلا مثل Autopilot وFull Self-Driving.
بينما يمكن لوزارة النقل وضع قواعد محدودة من خلال الإدارة الوطنية للسلامة لتسهيل الطريق أمام المركبات ذاتية القيادة، فإن الاعتماد الواسع على هذه السيارات سيحتاج إلى تشريع فيدرالي شامل. حيث يجري حالياً مناقشة مشروع قانون ثنائي الحزبية في مراحله الأولية لوضع قواعد فيدرالية حول السيارات ذاتية القيادة.
من بين المرشحين لتولي وزارة النقل إميل مايكل، وهو مسؤول تنفيذي سابق في أوبر أجرى محادثات مع فريق ترامب وموظفين محتملين، وفقاً لمصادر صحفية. كما تم النظر في النائبين الجمهوريين سام غريفز من ميسوري وغاريت غريفز من لويزيانا لقيادة الوزارة.
تسعى تسلا للحاق بشركات مثل Waymo التابعة لشركة ألفابت، والتي تنقل الركاب بالفعل في سيارات بدون سائق. كما أن شركات مثل Waymo وCruise التابعة لـجنرال موتورز تعتمد حتى الآن على سيارات ذات عجلات قيادة ودواسات، رغم قدرتها على العمل بدون سائق.
بسبب متطلبات السلامة الفيدرالية والمحلية المكتوبة قبل ظهور أنظمة القيادة الذاتية، كان من الصعب على الشركات نشر سيارات بدون أدوات التحكم التقليدية. على سبيل المثال، طلب Cruise إعفاءً لنشر عدد محدود من المركبات، لكن طلبه لم يُنظر فيه لأكثر من عامين. وفي يوليو الماضي، أعلنت جنرال موتورز (NYSE:GM) عن التخلي عن خططها لمركبة ذاتية القيادة مخصصة تسمى Origin.
قضايا السلامة تبطئ التوسع
تعرضت المركبات ذاتية القيادة لتوسع بطيء بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. على سبيل المثال، سحبت Cruise سياراتها من الطرق لمدة عام تقريباً بعد أن صدمت إحدى مركباتها أحد المشاة في سان فرانسيسكو. كما فتحت الإدارة الوطنية للسلامة تحقيقات عيوب في سيارات Waymo وZoox التابعة لأمازون، إلى جانب أنظمة تسلا المساعدة في القيادة. من جانبها، باعت أوبر قسم السيارات ذاتية القيادة في 2020 بعد حادث أودى بحياة أحد المشاة في أريزونا.
أعلن ماسك الشهر الماضي عن خطط لإنتاج أعداد كبيرة من سيارات الروبوتاكسي ذاتية القيادة بحلول عام 2026. وكشفت الشركة عن نماذج أولية لمركبات Cybercab وRobovan.
بعد ذلك، دعا ماسك إلى وضع عملية موافقة فيدرالية للمركبات ذاتية القيادة. وقال خلال مكالمة أرباح تسلا ربع السنوية إنه سيستخدم دوره المحتمل في إدارة ترامب لدفع هذا الأمر.
وفي خطوة جديدة، عين ترامب ماسك ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي لقيادة وزارة جديدة لكفاءة الحكومة بهدف "تفكيك البيروقراطية الحكومية" وتقليل الإنفاق واللوائح التي تُعتبر مفرطة.