Arincen - تشير البيانات الصادرة أن أكبر خمس شركات أمريكية مدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" تمثل الآن ما يقرب من ثلث المؤشر، وهو أعلى مستوى من التركز في أسهم الشركات الكبرى خلال الستين عامًا الماضية.
ووفقًا لجيم بيانكو، رئيس "بيانكو ريسيرش"، فإنه بحلول نهاية عام 2024، من المتوقع أن تستحوذ هذه الشركات الخمس على 28.8% من المؤشر. وتتوزع الأوزان النسبية للأسهم على النحو التالي: "آبل (NASDAQ:AAPL)" بنسبة 7.3%، "إنفيديا" 6.45%، "مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT)" 6%، "أمازون (NASDAQ:AMZN)" 4.45%، و"ألفابت" 4.5%.
يعكس هذا التركز الكبير في أسواق الأسهم الأمريكية هيمنة الشركات الكبرى، وخاصة في قطاع التكنولوجيا، والتي تواصل تحقيق نمو استثماري ملحوظ. هذه الهيمنة قد تؤدي إلى زيادة تأثير هذه الشركات على الأداء العام للمؤشر، مما يبرز المخاطر المحتملة في حال حدوث تقلبات في أسواقها أو تراجع في أدائها.
وتسلط هذه الظاهرة الضوء على تحول في هيكل السوق الأمريكي، حيث تتزايد سيطرة الشركات الكبرى على حساب التنوع التقليدي، وهو ما قد يثير تساؤلات حول عدالة التوزيع الاقتصادي وتأثيره على المستثمرين والأسواق بشكل عام.
بالمقارنة، استحوذت أكبر خمس شركات في مؤشر السوق الأمريكي على 27.6% فقط من قيمته في نهاية عام 1964، حيث كانت الشركات الكبرى مثل "إيه تي آند تي"، "جنرال موتورز (NYSE:GM)"، "إكسون موبيل"، "آي بي إم"، و"تيكساكو" تمثل نسبًا متفاوتة من المؤشر، بلغت 8.9%، 7.1%، 4.9%، 3.7%، و3% على التوالي.
وفي هذا السياق، أشار "جيفري كلينتوب"، كبير استراتيجيي الاستثمار العالمي لدى "تشارلز شواب (NYSE:SCHW)"، إلى أن القلق بشأن التقييمات المرتفعة والتركيز الكبير في مؤشرات الأسهم الأمريكية ليس بالأمر الجديد. ومع ذلك، أضاف أن هذه المخاوف قد لا تشكل تهديدات وشيكة على المدى القصير التي قد تثير قلق المستثمرين، مؤكدًا أن هناك عوامل أخرى قد تحدد المسار المستقبلي للأسواق.
كما أوضح الاستراتيجيون في "بلاك روك" أنهم لا يوصون بتقليص الاستثمار في الأسهم الأمريكية بسبب تركزها العالي، بل يفضلون تبني نهج يعتمد على إدارة المخاطر بشكل فعال. وقد اقترحوا استخدام مزيج من استراتيجيات التعرض المستهدف، والإدارة النشطة، بالإضافة إلى تطبيق أساليب تحوط واضحة، للاستفادة من الفرص المتاحة مع الحد من المخاطر المحتملة. جاء هذا الرأي في تقرير نقلته "ماركت ووتش".