باريس (رويترز) - قال مدير وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس إنه يعتقد أن السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- سوف "تتصرف بمسؤولية" في السوق مستشهدا بسجلها السابق في المساعدة في جلب التوازن إلى الإمدادات العالمية.
جاءت تصريحات فاتح بيرول الذي تولى رئاسة الوكالة في سبتمبر أيلول ردا على تقرير بأن المملكة ستقدم مقترحا مفاجئا للأعضاء الآخرين خلال اجتماع أوبك في فيينا لخفض الإنتاج في العام القادم بشرط الوفاء بشروط صارمة.
ووصف مصدر سعودي كبير التقرير بأنه "لا أساس له" وسارع المنتجان الكبيران الآخران إيران وروسيا إلى تجديد معارضتهما لأي تخفيضات.
وقال بيرول -الذي عمل من قبل لدى أوبك قبل أن ينضم إلى وكالة الطاقة الدولية قبل 20 عاما- في تعليقات لرويترز على هامش قمة المناخ العالمية في باريس "أثق في أن السعودية ستتصرف بمسؤولية بما يتسق مع سمعتها.
"القرار لهم لكن للسعودية سجل في بث الطمأنينة في السوق وجلب التوازن اليها."
وتأسست وكالة الطاقة الدولية التي مقرها باريس قبل أربعة عقود لموازنة تأثير أوبك بعد الحظر النفطي العربي وتبنت بشكل تقليدي الدفاع عن سياسة حرية السوق.
وانهارت أسعار النفط من أكثر من 100 دولار للبرميل الصيف الماضي إلى حوالي 40 دولارا للبرميل بعد أن قادت السعودية قرارا للمحافظة على مستويات الإنتاج رغم تخمة المعروض في تحول عن سياستها التي دأبت عليها طويلا بتعديل الإنتاج لتفادي تشبع السوق العالمية أو شح في المعروض.
وأعاد بيرول التأكيد على بواعث القلق من أن تراجع الأسعار لفترة طويلة -مع اتجاه الخام الأمريكي لتسجيل أدنى متوسط سعر سنوي في عشر سنوات - قد يمهد لانتعاش في غضون عامين مع قيام الشركات بإلغاء مشاريع جديدة كبرى.
وقال "يوجد الكثير من النفط في الأسواق. المخزونات مرتفعة جدا لكن بحلول 2017 نتوقع أن ترتفع الأسعار وأن تصل إلى حوالي 80 دولارا بحلول 2020" مكررا بذلك توقعات وكالة الطاقة.
واضاف أن العالم بحاجة إلى زيادة المعروض سنويا بنحو خمسة ملايين برميل يوميا لكي يحافظ فقط على الوضع القائم في ظل تراجع إنتاج الحقول القديمة بحوالي أربعة ملايين برميل يوميا في السنة ونمو الطلب مليون برميل يوميا. وقد يؤدي تراجع الاستثمارات الجديدة إلى شح في الامدادات إلى السوق خلال سنوات قليلة.
وقال بيرول "إنها المرة الأولى في العقود الثلاثة الأخيرة التي يحدث فيها تراجع لعامين متتاليين."