Investing.com – سقطت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية بقوة اليوم الجمعة، وذلك بعد ان أختار الناخبون البريطانيون الانفصال عن الإتحاد الأوروبي في استفتاء تاريخي. وفي تبعات هذه المفاجأة الكبرى، أعلن رئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون) الإستقالة من منصبه.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، هوى كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 9.97٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 9.49٪ كذلك، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 7.73٪.
وكانت النتائج النهائية التي صدرت في وقت مبكر من صباح اليوم قد أظهرت أن المملكة المتحدة قد صوتت لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي، وبفارق كبير، وذلك في إستفتاء تاريخي. فلقد أظهرت النتائج الرسمية النهائية أن الحملة الداعمة للخروج من الإتحاد الأوروبي قد حصلت على 52٪ من أصوات الناخبين في البلاد، بينما صوت 48٪ منهم لمصلحة البقاء.
وكانت النتائج قد اظهرت كذلك ان لندن وأسكتلندا قد صوتتا لمصلحة البقاء بأغلبية ساحقة، إلا أن الأغلبية الساحقة من بقية المناطق البيريطانية قد صوتت لمصلحة المغادرة، بما في ذلك ويلز وجميع المناطق الإنجليزية التي تقع خارج لندن.
ووصلت نسبة المشاركة في الإستفتاء إلى 72.1٪ وهي أعلى نسبة في أي إستفتاء أو أنتخابات في البلاد منذ عام 1992، حيث أدلى أكثر من 30 مليون مواطن بأصواتهم في هذه المعركة الديمقراطية المثيرة.
وكان زعيم حزب (يو كاي أي بي) نايجل فاراج قد قال ان حملة المغادرة قد حققت الإنتصار لما أسماه "أناس حقيقيين"، وقال أن 23 حزيران/يونيو يجب أن يعتبر "يوم الاستقلال" في البلاد.
وقال بنك انجلترا اليوم الجمعة انه سيتخذ جميع الخطوات اللازمة لتأمين الاستقرار النقدي والمالي بعد نتيجة الاستفتاء حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. وأصدر البنك المركزي بياناً قال فيه أنه "يتابع التطورات عن كثب".
وأضاف البنك “لقد أتخذنا إجرائات أحترازية واسعة النطاق، ونعمل بشكل وثيق مع وزارة الخزينة، والسلطات المحلية الأخرى والبنوك المركزية في الخارج."
بعد فترة وجيزة من ظهور نتائج الاستفتاء الذي كان يسمى إختصاراً بـ(بريكزيت)، أعلن رئيس الوزراء في البلاد ديفيد كاميرون عن رغبتة في ترك منصبه على رأس الحكومة البريطانية.
وأكد كاميرون أن سيحترم إختيار الشعب البيريطاني في هذا التصويت التاريخي، وسيلتزم برغبته الديمقراطية في ترك الاتحاد الأوروبي، وأنه سيقدم إستقالته رسمياً قبل مؤتمر الحزب المحافظ المقرر في شهر تسرين الأول/أكتوبر.
وكانت عقود النفط الخام قد سقطت بأكثر من 4٪ بعد إعلان نتائج الإستفتاء، وساهم هبوط النفط بتراجع ضخم في أسهم قطاع الطاقة في مختلف أنحاء القارة، فلقد إنخفضت أسهم شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال بنسبة 8.31٪، وأسهم إيني الإيطالية بنسبة 8.71٪، بينما إنخفضت أسهم غازبروم الروسية بنسبة 3.12٪.
هذا وسقطت القطاع المالي سقوطاً مدوياً وبنسب يصعب تصديقها، مع إنخفاض أسعار أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 24.93٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 16.58٪، بينما سقطت أسعار أسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 15.55٪ وأسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 16.81٪.
وسلكت أسهم البنوك في الدول الطرفية ذات المسار ولكن بنسب أقل بكثير، مع تراجع أسهم البنوك الإسبانية بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 0.27٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.28٪، وإنخفاض أسعار أسهم البنوك الإيطالية كذلك، حيث تراجعت أسهم انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.89٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 0.63٪.
وفي لندن سقط فوتسي 100 بنسبة ضخمة بلغت 7.18٪، تحت ضغط نتائج الإستفتاء ومع تتبع الأسهم المالية في البلاد لسلوك نظيراتها في بقية الدول الأوروبية.
فلقد هوت جميع الأسهم الرئيسية في قطاع المال والبنوك بنسب هائلة، حيث تراجعت أسعار أسهم كل من باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 25.19٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 4.94٪، بينما تراجعت مجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 23.35٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 22.99٪.
أما أسهم قطاع التعدين فلقد قدمت أدائاً متبايناً، وذلك مع تقدم أسعار أسهم كل من رانغولد بنسبة 27.73٪، وفرينسيلو بنسبة 18.89٪، وتراجع كل من غلينكور بنسبة 10.28٪ وريو تنتو بنسبة 4.81٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، سقطت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب كبيرة. فلقد إنخفض كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 2.77٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.72٪، في حين اظهر ناسداك 100 تراجعاً مشابهاً قدره 3.84٪.