Investing.com – إفتتحت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية تداولات الأسبوع بالإرتفاع، وذلك مع إستمرار تأثير التصويت الذي إختار من خلاله الشعب البريطاني الخروج من الإتحاد الأوروبي، والذي تسبب بسقوط قوي للأسهم على مستوى العالم.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لأول أيام الأسبوع، إرتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.37٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.08٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.02٪.
وكانت النتائج النهائية التي صدرت في وقت مبكر من صباح الجمعة قد أظهرت أن المملكة المتحدة قد صوتت لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي، وبفارق كبير، وذلك في إستفتاء تاريخي. فلقد أظهرت النتائج الرسمية النهائية أن الحملة الداعمة للخروج من الإتحاد الأوروبي قد حصلت على 52٪ من أصوات الناخبين في البلاد، بينما صوت 48٪ منهم لمصلحة البقاء.
وكانت النتائج قد اظهرت كذلك ان لندن وأسكتلندا قد صوتتا لمصلحة البقاء بأغلبية ساحقة، إلا أن الأغلبية الساحقة من بقية المناطق البيريطانية قد صوتت لمصلحة المغادرة، بما في ذلك ويلز وجميع المناطق الإنجليزية التي تقع خارج لندن.
ووصلت نسبة المشاركة في الإستفتاء إلى 72.1٪ وهي أعلى نسبة في أي إستفتاء أو أنتخابات في البلاد منذ عام 1992، حيث أدلى أكثر من 30 مليون مواطن بأصواتهم في هذه المعركة الديمقراطية المثيرة.
وكان زعيم حزب (يو كاي أي بي) نايجل فاراج قد قال ان حملة المغادرة قد حققت الإنتصار لما أسماه "أناس حقيقيين"، وقال أن 23 حزيران/يونيو يجب أن يعتبر "يوم الاستقلال" في البلاد.
وقال بنك انجلترا يوم الجمعة انه سيتخذ جميع الخطوات اللازمة لتأمين الاستقرار النقدي والمالي بعد نتيجة الاستفتاء حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. وأصدر البنك المركزي بياناً قال فيه أنه "يتابع التطورات عن كثب". كما قال البنك أنه على أستعداد تام لضخ 250 بليون جنيه إسترليني في الأسواق لضمان إستقرارها.
وأضاف البنك “لقد أتخذنا إجرائات أحترازية واسعة النطاق، ونعمل بشكل وثيق مع وزارة الخزينة، والسلطات المحلية الأخرى والبنوك المركزية في الخارج."
بعد فترة وجيزة من ظهور نتائج الاستفتاء الذي كان يسمى إختصاراً بـ(بريكزيت)، أعلن رئيس الوزراء في البلاد ديفيد كاميرون عن رغبتة في ترك منصبه على رأس الحكومة البريطانية.
وأكد كاميرون أن سيحترم إختيار الشعب البيريطاني في هذا التصويت التاريخي، وسيلتزم برغبته الديمقراطية في ترك الاتحاد الأوروبي، وأنه سيقدم إستقالته رسمياً قبل مؤتمر الحزب المحافظ المقرر في شهر تشرين الأول/أكتوبر.
من جهة أخرى، أعلنت مجموعة السبع أنها على إستعداد لتوفير السيولة الإضافية في حال الحاجة لذلك للعمل على إستقرار الأسواق.
وإستمر الهبوط القوي لأسهم القطاع المالي، الذي تبع الخروج البريطاني من الإتحاد الأوروبي. فلقد تراجعت أسعار أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 0.35٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 1.29٪، بينما إرتفعت أسعار أسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 0.32٪ وأسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 2.23٪.
وعلى العكس من ذلك، تقدمت البنوك في الدول الطرفية بقوة وبالإجماع، مع إرتفاع أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.29٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 2.12٪، وإرتفاع أسهم البنوك الإسبانية كذلك، مع تقدم بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 4.05٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 3.25٪.
من جهة اخرى، تراجع أسهم لوفتهانزا بنسبة 1.60٪ على الرغم من تطمينات الرئيس التنفيذي للشركة السيد (كارستن سبور) بأن تأثير (بريكزيت) سيكون محدوداً على الشركة. وكانت أسهم شركات الطيران قد عانت بعد التصويت البريطاني في ظل توقعات الأسواق بأن يكون هنالك تأثير سلبي قوي على شركات الطيران الدولية التي تعمل في المملكة المتحدة بسبب البريكزيت.
وفي لندن تراجع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.30٪، بقيادة أسهم شركة كارنافال السياحية التي سقطت بنسبة مخيفة بلغت 11.26٪.
كما تراجعت جميع الأسهم الرئيسية في قطاع المال والبنوك، مع إنخفاض أسعار أسهم كل باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 5.59٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.46٪، وأسهم مجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 3.39٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 6.75٪.
وعلى العكس من ذلك، إرتفعت جميع الأسهم الرئيسية في قطاع التعدين، مع تقدم أسعار أسهم كل من ريو تنتو بنسبة 1.44٪، وبي إتش بي بيلتون بنسبة 4.04٪، وتراجع أسهم كل من جلينكور بنسبة 4.00٪ وأنجلو اميريكان بنسبة 2.53٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، تراجعت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب هامشية. فلقد إنخفض كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.02٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.04٪، في حين اظهر ناسداك 100 تراجعاً مشابهاً بنسبة 0.01٪.