Investing.com – قفزت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية بقوة اليوم الثلاثاء، بعد أن بدات الأسواق تتجاوز الآثار السلبية الحادة التي تعرضت لها مختلف الأسواق العالمية بعد الإستفتاء الذي أدى إلى مغادرة بيريطانيا للاتحاد الأوروبي والمعروف إختصاراً باسم (بريكزيت).
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، قفز كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 2.53٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 2.39٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 2.32٪.
وكانت النتائج النهائية التي صدرت في وقت مبكر من صباح الجمعة قد أظهرت أن المملكة المتحدة قد صوتت لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي، وبفارق كبير، وذلك في إستفتاء تاريخي. فلقد أظهرت النتائج الرسمية النهائية أن الحملة الداعمة للخروج من الإتحاد الأوروبي قد حصلت على 52٪ من أصوات الناخبين في البلاد، بينما صوت 48٪ منهم لمصلحة البقاء.
وكانت النتائج قد اظهرت كذلك ان لندن وأسكتلندا قد صوتتا لمصلحة البقاء بأغلبية ساحقة، إلا أن الأغلبية الساحقة من بقية المناطق البيريطانية قد صوتت لمصلحة المغادرة، بما في ذلك ويلز وجميع المناطق الإنجليزية التي تقع خارج لندن.
ووصلت نسبة المشاركة في الإستفتاء إلى 72.1٪ وهي أعلى نسبة في أي إستفتاء أو أنتخابات في البلاد منذ عام 1992، حيث أدلى أكثر من 30 مليون مواطن بأصواتهم في هذه المعركة الديمقراطية المثيرة.
وكان زعيم حزب (يو كاي أي بي) نايجل فاراج قد قال ان حملة المغادرة قد حققت الإنتصار لما أسماه "أناس حقيقيين"، وقال أن 23 حزيران/يونيو يجب أن يعتبر "يوم الاستقلال" في البلاد.
وقال بنك انجلترا يوم الجمعة انه سيتخذ جميع الخطوات اللازمة لتأمين الاستقرار النقدي والمالي بعد نتيجة الاستفتاء حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. وأصدر البنك المركزي بياناً قال فيه أنه "يتابع التطورات عن كثب". كما قال البنك أنه على أستعداد تام لضخ 250 بليون جنيه إسترليني في الأسواق لضمان إستقرارها.
وأضاف البنك “لقد أتخذنا إجرائات أحترازية واسعة النطاق، ونعمل بشكل وثيق مع وزارة الخزينة، والسلطات المحلية الأخرى والبنوك المركزية في الخارج."
بعد فترة وجيزة من ظهور نتائج الاستفتاء الذي كان يسمى إختصاراً بـ(بريكزيت)، أعلن رئيس الوزراء في البلاد ديفيد كاميرون عن رغبتة في ترك منصبه على رأس الحكومة البريطانية.
وأكد كاميرون أن سيحترم إختيار الشعب البيريطاني في هذا التصويت التاريخي، وسيلتزم برغبته الديمقراطية في ترك الاتحاد الأوروبي، وأنه سيقدم إستقالته رسمياً قبل مؤتمر الحزب المحافظ المقرر في شهر تشرين الأول/أكتوبر.
من جهة أخرى، أعلنت مجموعة السبع أنها على إستعداد لتوفير السيولة الإضافية في حال الحاجة لذلك للعمل على إستقرار الأسواق.
هذا وإرتفعت الأسهم الرئيسية في القطاع المالي بنسب تجاوزت النقطتين المئويتين الكاملتين في معظمها، وذلك مع تقدم أسعار أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 2.84٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 4.21٪، وإرتفاع أسعار أسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 2.17٪ وأسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 3.32٪.
كما سلكت البنوك في الدول الطرفية ذات المسار، مع إرتفاع أسعار أسهم البنوك الإسبانية بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 2.60٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 3.79٪، وتقدم أسعار أسهم البنوك الإيطالية كذلك، حيث قفزت أسعار أسهم انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 5.16٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 6.08٪.
من جهة أخرى، قفزت أسهم عملاق التأمين الألماني أليانز بنسبة 3.70٪ بعد صدور تقارير أخبارية أفادت ان أن شركة الخدمات المالية الهندية (باجاج فينسيرف) ترغب بشراء حصة الشركة الألماني في وحدتين تقتسم الشركتان ملكيتهما، وهما مشروعي (باجاج أليانز للتأمين على الحياة) و(باجاج أليانز العامة للتأمين).
وفي لندن قفز مؤشر فوتسي 100 بنسبة كبيرة بلغت 2.72٪، بقيادة أسهم جي فور إس التي حلقت بمكاسب ضخمة بلغت 10.61٪ بعد أن أعلن بنك (غولدمان ساكس) الإستثماري عن رفع مستوى تصنيف السهم إلى درجة (ما فوق المعدل).
كما إرتفعت جميع الأسهم الرئيسية في القطاع المالي، مع تقدم أسعار أسهم كل من باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 6.17٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 1.62٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 5.50٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 3.04٪.
أما في قطاع التعدين، فلقد تباين أداء الأسهم الرئيسية، وذلك مع تقدم أسعار أسهم كل من ريو تنتو بنسبة 3.24٪، وغلينكور بنسبة 3.97٪، بينما تراجعت أسهم كل من فرينسيلو بنسبة 0.41٪ ورانغولد بنسبة 0.81٪.
وسلك قطاع الطاقة ذات الطريق، مع إرتفاع أسعار أسهم كل من بي بي بنسبة 1.15٪، ورويال دتش شل بنسبة 2.85٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، قفزت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب تجاوزت النقطة المئوية الكاملة. فلقد إرتفع كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 1.11٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.02٪، في حين اظهر ناسداك 100 إرتفاعاً مشابهاً بلغ 1.07٪.