Investing.com – تراجعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية خلال تداولات اليوم الخميس، في ظل عمليات جني أرباح تبعت المكاسب القوية التي شهدتها الجلستين السابقتين، بعد أن بدات الأسواق تتجاوز الآثار السلبية الحادة التي تعرضت لها مختلف الأسواق العالمية بعد الإستفتاء الذي أدى إلى مغادرة بيريطانيا للاتحاد الأوروبي والمعروف إختصاراً باسم (بريكزيت).
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، تراجع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.75٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.73٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.61٪.
وكانت الأسواق الأوروبية قد انتعشت بقوة يومي الثلاثاء والاربعاء متجاوزة المخاوف من أن الخروج البريطاني من الإتحاد الأوروبي يمكن أن يهدد الاستثمارات الاقتصادية في المملكة المتحدة، كما يمكن أن يهدد دور لندن كعاصمة مالية عالمية، ويتسبب في الدخول في فترة من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي (دونالد تاسك) يوم أمس الاربعاء ان هناك "مناقشة هادئة وخطيرة" حول نتائج التصويت، وأكد أنه لن يكون هناك أي مفاوضات مع المملكة المتحدة على أي علاقة في المستقبل حتى تتقدم البلاد بإخطار رسمي للاتحاد الأوروبي عن نيتها بالانسحاب، وهو ما لم يحصل حتى اللحظة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي استقال من منصبه عقب الإستفتاء، قد إلتقى مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل يوم الثلاثاء لمناقشة موقف بلاده عقب التصويت. وتقوم دول أخرى في الاتحاد الأوروبي بالضغط على المملكة المتحدة لتفعيل المادة 50، التي ستطلق عملية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وكانت النتائج النهائية التي صدرت في وقت مبكر من صباح الجمعة قد أظهرت أن المملكة المتحدة قد صوتت لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي، وبفارق كبير، وذلك في إستفتاء تاريخي. فلقد أظهرت النتائج الرسمية النهائية أن الحملة الداعمة للخروج من الإتحاد الأوروبي قد حصلت على 52٪ من أصوات الناخبين في البلاد، بينما صوت 48٪ منهم لمصلحة البقاء.
وكانت النتائج قد اظهرت كذلك ان لندن وأسكتلندا قد صوتتا لمصلحة البقاء بأغلبية ساحقة، إلا أن الأغلبية الساحقة من بقية المناطق البريطانية قد صوتت لمصلحة المغادرة، بما في ذلك ويلز وجميع المناطق الإنجليزية التي تقع خارج لندن.
ووصلت نسبة المشاركة في الإستفتاء إلى 72.1٪ وهي أعلى نسبة في أي إستفتاء أو أنتخابات في البلاد منذ عام 1992، حيث أدلى أكثر من 30 مليون مواطن بأصواتهم في هذه المعركة الديمقراطية المثيرة.
وكان زعيم حزب (يو كاي أي بي) نايجل فاراج قد قال ان حملة المغادرة قد حققت الإنتصار لما أسماه "أناس حقيقيين"، وقال أن 23 حزيران/يونيو يجب أن يعتبر "يوم الاستقلال" في البلاد.
وقال بنك انجلترا يوم الجمعة انه سيتخذ جميع الخطوات اللازمة لتأمين الاستقرار النقدي والمالي بعد نتيجة الاستفتاء حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. وأصدر البنك المركزي بياناً قال فيه أنه "يتابع التطورات عن كثب". كما قال البنك أنه على أستعداد تام لضخ 250 بليون جنيه إسترليني في الأسواق لضمان إستقرارها.
وأضاف البنك “لقد أتخذنا إجرائات أحترازية واسعة النطاق، ونعمل بشكل وثيق مع وزارة الخزينة، والسلطات المحلية الأخرى والبنوك المركزية في الخارج."
بعد فترة وجيزة من ظهور نتائج الاستفتاء الذي كان يسمى إختصاراً بـ(بريكزيت)، أعلن رئيس الوزراء في البلاد ديفيد كاميرون عن رغبتة في ترك منصبه على رأس الحكومة البريطانية.
وأكد كاميرون أن سيحترم إختيار الشعب البريطاني في هذا التصويت التاريخي، وسيلتزم برغبته الديمقراطية في ترك الاتحاد الأوروبي، وأنه سيقدم إستقالته رسمياً قبل مؤتمر الحزب المحافظ المقرر في شهر تشرين الأول/أكتوبر.
من جهة أخرى، أعلنت مجموعة السبع أنها على إستعداد لتوفير السيولة الإضافية في حال الحاجة لذلك للعمل على إستقرار الأسواق.
وكانت عقود النفط الخام قد عادت للتراجع خلال جلسة اليوم بعد المكاسب التي أرسلت السعر لما فوق حاجز الـ50 دولار يوم أمس الأربعاء، وهو ما ساهم بالضغط على أسعار أسهم الشركات النفطية. فلقد تراجعت أسهم شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال بنسبة 0.29٪، وأسهم إيني الإيطالية بنسبة 0.42٪، بينما إنخفضت أسهم شتات أويل النرويجية بنسبة 1.20٪، وأسهم غازبروم الروسية بنسبة 0.27٪.
هذا وتراجعت أسهم القطاع المالي بعد يومين من المكاسب الكبيرة، مع إنخفاض أسعار أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 2.02٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 1.71٪، بينما تراجعت أسعار أسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 4.10٪ وأسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 4.49٪.
كما تبعت البنوك في الدول الطرفية ذات الطريق، حيث تراجعت أسهم البنوك الإسبانية بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 0.96٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 2.33٪. كما إنخفضت أسعار أسهم البنوك الإيطالية، فتراجع انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 4.98٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 4.83٪.
وفي لندن تراجع فوتسي 100 بنسبة 0.18٪، متأثراً بخسائر قطاع البنوك، ومع ترقب المستثمرين لبيانات النمو الاقتصادي للربع الأول والتي من المقرر صدورها خلال جلسة تداول اليوم.
فلقد شهد القطاع المصرفي تراجعاً واسع النطاق، مع إنخفاض أسعار أسهم كل من باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 3.12٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.83٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 1.76٪، وأسهم مجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.50٪.
كما تراجعت أسعار الأسهم الرئيسية في قطاع التعدين، وذلك مع إنخفاض أسعار أسهم كل من بي إتش بي بيليتون بنسبة 1.69٪، وريو تنتو بنسبة 1.35٪، وغلينكور بنسبة 0.91٪ وأنجلو أميريكان بنسبة 1.95٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها اليوم، تراجعت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب معتدلة. حيث إنخفض كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.24٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.39٪، في حين اظهر ناسداك 100 تراجعاً مشابهاً قدره 0.40٪.