أنقرة (رويترز) - قال الجيش التركي يوم الاثنين إن قوات تركية وأمريكية بدأت دوريات مستقلة في شمال سوريا على طول الخط الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها تركيا ومدينة منبج التي تقول أنقرة إن مقاتلي فصيل كردي يتمركزون بها.
وفي وقت سابق هذا الشهر توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي لإنهاء خلاف استمر لشهور حول المدينة. وبموجب الاتفاق ستنسحب وحدات الشعب الكردية من منبج وستحافظ القوات التركية والأمريكية بشكل مشترك على الأمن والاستقرار في المدينة.
وتشعر تركيا بالغضب من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها منظمة إرهابية، وهددت باستهداف منبج بسبب تواجد المقاتلين الأكراد فيها إلى جانب قوات أمريكية.
وقالت القوات المسلحة التركية على تويتر "بالنسبة لخارطة الطريق الخاصة بمنبج ومبادئ السلامة التي سبق الاتفاق عليها، فقد بدأت أنشطة دوريات مستقلة لجنود من القوات المسلحة التركية والقوات المسلحة الأمريكية على الخط بين المنطقة (الخاضعة لسيطرة تركيا) ومنبج".
ولم يتضح على الفور هل الدوريات المستقلة منفصلة عن الإجراءات المشتركة التي اتفقت عليها أنقرة وواشنطن في وقت سابق هذا الشهر، لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قال إن الإجراءات منسقة.
وقال المتحدث إريك باهون لرويترز "بدأت قوات التحالف والقوات التركية دوريات منسقة ولكن منفصلة قرب منبج وليس داخلها".
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن القوات التركية ستدخل منبج تدريجيا لكن لم يخض في تفاصيل.
وشنت تركيا عمليتين عسكريتين عبر الحدود بالاشتراك مع قوات سورية معارضة في العامين الماضيين. وكانت تهدف العملية الأولى واسمها (درع الفرات) إلى طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من الحدود بينما كانت تهدف العملية الثانية وهي (غضن الزيتون) إلى طرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من مدينة عفرين.
وأكد قائد مجلس منبج العسكري الذي يسيطر على المدينة أن القوات التركية بدأت الدوريات. ويتبع المجلس العسكري قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.
وقال محمد أبو عادل لرويترز إن قوات تابعة للمجلس ولقوات التحالف تقوم بدوريات في الجانب الذي تقع فيه منبج، مضيفا أن قوات تركية وحلفاءها من المعارضة السورية يقومون بدوريات على الجانب الآخر.
وبعد يوم من التوصل إلى خارطة طريق بشأن منبج، قالت وحدات حماية الشعب إن مستشاريها العسكريين سيغادرون المدينة مضيفة أن مقاتليها كانوا قد انسحبوا بالفعل من المنطقة في نوفمبر تشرين الثاني 2016.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن المسلحين الأكراد يغادرون منبج، وهي خطوة تسعى لها أنقرة منذ فترة طويلة.
وقال خلال تجمع انتخابي في إقليم أوردو بشمال البلاد "الآن تغادر وحدات حماية الشعب المنطقة (منبج). لقد فعلنا ذلك من خلال الدبلوماسية".
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن عمليات مسلحة منذ الثمانينات . وقتل أكثر من 40 ألف شخص في هذا الصراع.
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)