Investing.com – إرتفعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية بنسب مختلفة في تداولات اليوم الثلاثاء وذلك لإي حركة تعافت من خلالها الأسهم بعد وصولها إلى أدنى مستوياتها في 7 أسابيع في ظل تتبع الأسهم الأوروبية للإنهيار في أسعار أسهم قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، ومع تطلع المستثمرين إلى قرارات السياسة النقدية المقررة خلال الأسبوع الحالي.
فخلال تداولات منتصف النهار بالتوقيت الأوروبي لليوم، إرتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.37٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.36٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.49٪.
وبكل تأكيد، سيكون مركز إهتمام الأسواق هذا الأسبوع هو إجتماع السياسة النقدية لبنك الإحتياطي الفيدرالي، والذي سيستمر لمدة يومين وسيتم الإعلان عن نتيجته يوم الأربعاء عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي. وتتوقع الأسواق بشكل كبير جداً أن يتم رفع الفائدة على الدولار خلال هذا الاجتماع، فبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها ضخمة قدرها 90٪ لرفع أسعأر الفائدة يوم غد.
ومع التوقعات الكبيرة للأسواق بأن يتم رفع سعر الفائدة من طرف البنك المركزي الأكبر في العالم، سيركز المستثمرون إلى جانب القرار على أي تلميحات جديدة على النسق الذي ستتم به عمليات رفع الفائدة في الأشهر المقبلة والعام المقبل. كما سيعطي المشاركون في الأسواق كذلك إهتماماً وثيقاً لتفاصيل خطة مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض ميزانيته العمومية التي تضخمت إلى 4.5 تريليون دولار، ومن المقرر أن يبدأ بخفضها في وقت لاحق هذا العام.
ويشير متوسط توقعات أصحاب القرار في بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى توقعات برفع أسعار الفائدة بمرتين أخرتين بحلول نهاية العام، بعد أن كان قد رفع سعر الفائدة مرة واحدة خلال ما مضى من العام الحالي، بواقع ربع نقطة مئوية في آذار/مارس. ولكن البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً ولم ترتقي إلى مستوى التوقعات، جنبا إلى جنب مع تنامي الشكوك حول قدرة إدارة الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) على الحصول على موافقة الكونغرس على قوانين الإصلاحات الضريبية وخطط الرعاية الصحية ، جعلت الأسواق تتسأل عما إذا كان البنك قادراً بالفعل على رفع أسعار الفائدة كما توقع بحلول هذا العام. فبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 40٪ فقط لرفع أسعأر الفائدة من جديد بعد اجتماع الأسبوع الحالي.
وكانت البيانات الرسمية التي صدرت اليوم قد أظهرت أن مؤشر أسعار المستهلكين المتجانس في إسبانيا قد بقي دون تغيير خلال شهر آيار/مايو، وهو ما تفوق على توقعات الأسواق، التي كانت تتوقع تراجعاً بنسبة 0.1٪ خلال الشهر المذكور. أما في بريطانيا، فلقد أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي قد إرتفع بنسبة 2.9٪، وهو ما تفوق على التوقعات ورفع المؤشر إلى أعلى مستوياته من1 حزيران/يونيو 2013.
مع استمرار ارتفاع التضخم السنوي في بريطانيا، قد يجد بنك انجلترا نفسه في موقف صعب عندما سيعلن عن قرار السياسة النقدية في ختام الاجتماع المقرر بعد غد يوم الخميس.
ويعتقد معظم المحللين أن البنك المركزي البريطاني سوف يمتنع عن تغيير سياسته النقدية، بسبب المخاطر المستمرة للمفاوضات اتي ستنطلق بعد أيام معدودة، في إطار إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في ظل وضع سياسي محفوف بالمخاطر بسبب إنخفاض سيطرة الحزب المحافظ على البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت الأسبوع الماضي.
وسيكون ثالث الإجتماعات التي سيشهدها هذا الأسبوع لأكبر البنوك المركزية في العالم هو اجتماع بنك اليابان، المقرر يوم الجمعة، والذي تتوقع الأسواق خلاله أن يمتنع البنك عن إجراء أي تغييرات على السياسة النقدية.
وفي ألمانيا، تراجعت معنويات المستثمرين بشكل أكبر مما كان متوقعاً، لتتراجع من قراءة الشهر الماضي التي كانت الأعلى في سنتين، إلا أن معهد (زيو) للأبحاث الإقتصادية قال ان التوقعات للنمو الاقتصادي في البلاد للأشهر الستة القادمة تبقى، على الرغم من ذلك، إيجابية.
كما إرتفعت أسعار النفط في جلسة تداول اليوم الثلاثاء، لتستمر في تعافيها من خسائر الأسبوع الماضي الحادة، ومع ترقب المستثمرين لبيانات المخزون الأمريكي لهذا الأسبوع. وكالعادة، سيصدر معهد البترول الأمريكي، وهو جهة خاصة غير رسمية، تقريره الأسبوعي عند الساعة 4:30 مسائاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي من اليوم الثلاثاء، فيما يتوجب على الأسواق أن تنتظر التقرير الرسمي لإدارة معلومات الطاقة والمقرر صدوره كالعادة يوم غد الأربعاء.
ومع إرتفاع النفط، قدمت الأسهم الرئيسية في قطاع الطاقة في القارة أداءاً متضارباً، فتراجعت أسهم كل من شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال بنسبة 0.11٪، وشتات أويل النرويجية بنسبة 0.27٪، فيما إرتفعت أسهم إيني الإيطالية بنسبة 0.72٪.
كما سجلت أسهم القطاع المالي الرئيسية اداءاً طيباً، فإرتفعت أسهم سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 0.17٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 0.64٪، فيما إرتفعت أسعار أسهم العملاق الألماني دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 1.01٪، وقفزت أسعار أسهم مواطنه كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 1.03٪.
كما سلكت أسهم البنوك الرئيسية في الدول الطرفية ذات الطريق، ففي إيطاليا إرتفعت أسهم انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.70٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 1.63٪، وفي إسبانيا إرتفعت أسهم بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 1.12٪، وأسهم بانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.51٪.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.09٪.
وقدمت الأسهم الرئيسية في قطاع التعدين أداءاً ضعيفاً، وذلك مع تراجع أسعار أسهم كل من جلينكور بنسبة 0.28٪، وأنجلو اميريكان بنسبة 1.06٪، وبي إتش بي بيليتون بنسبة 0.08٪، وريو تنتو بنسبة 0.94٪.
وفي قطاع المال والمصارف، تقدمت جميع الأسهم الرئيسية، وذلك مع إرتفاع أسهم رويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 1.96٪، وإتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.03٪، وأسهم مجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.51٪، وأسهم باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 1.29٪.
إلا أن الأسهم الرئيسية في قطاع الطاقة تراجعت، وذلك مع إنخفاض كل من أسهم بي بي بنسبة 0.20٪، ورويال دتش شل بنسبة 0.26٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، إرتفعت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب طفيفة. فلقد تقدم كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.13٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.16٪، في حين اظهر ناسداك 100 إرتفاعاً مشابهاً وقدره 0.16٪.