من سايمون كاميرون مور
يانجون (رويترز) - حملت ميانمار بنجلادش مسؤولية تأخير البدء في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين الروهينجا المسلمين وقالت إنها تخشى أن تكون داكا تماطل حتى تتسلم مساعدات دولية بملايين الدولارات.
وكان أكثر من 600 ألف من الروهينجا قد فروا من ميانمار التي يغلب البوذيون على سكانها إلى بنجلادش منذ أواخر أغسطس آب الماضي. وجاءت موجة النزوح هربا من عنف عرقي صاحب عملية عسكرية عنيفة لمحاربة متمردين بعد أن شن متشددون من الروهينجا هجمات على مواقع أمنية في ولاية راخين.
وقال زاو هتاي المتحدث باسم زعيمة ميانمار أونج سان سو كي إن بلاده مستعدة للبدء في عملية إعادة اللاجئين في أي وقت على أساس بنود اتفاق بشأن عودة الروهينجا إلى ميانمار تم التوصل إليه في أوائل التسعينات.
وأضاف في تصريحات أن بنجلادش لم تقبل بتلك البنود حتى الآن.
وتابع زاو هتاي المدير العام لوزارة مكتب مستشارة الدولة للصحفيين يوم الثلاثاء "نحن مستعدون للبدء لكن الطرف الآخر لم يقبل بعد وتأخرت العملية. هذه هي الحقيقة الأولى".
وفي الأسبوع الماضي تم توقيع مذكرة تفاهم حول مواقع الاتصال الحدودية مع وزير داخلية بنجلادش أسد الزمان خان في أعقاب محادثات في نايبيداو عاصمة ميانمار لكن لم يحدث أي تقدم فيما يتعلق بإحياء الاتفاق القديم.
وربط زاو هتاي التأخير من جانب بنجلادش بالأموال التي قدمها المجتمع الدولي حتى الآن للمساعدة في بناء مخيمات ضخمة لاستيعاب اللاجئين الروهينجا.
وقال زاو هتاي في تصريحات نقلتها صحيفة (جلوبال نيو لايت أوف ميانمار) الرسمية في صفحتها الأولى يوم الأربعاء "حاليا حصلوا على 400 مليون دولار. ومع تسلمهم هذا القدر من المال نخشى الآن تأخير برنامج ترحيل اللاجئين".
وكانت حكومة بنجلادش أصدرت بيانا يوم الخميس قالت فيه إن ميانمار لم توافق على عشر نقاط طرحها وزير الداخلية في المباحثات التي جرت الأسبوع الماضي بما فيها التنفيذ الكامل لتوصيات اللجنة الاستشارية لولاية راخين التي رأسها كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة من أجل إعادة اللاجئين على أسس تضمن استمرار العودة.
وقال خان لوسائل الإعلام في بنجلادش يوم الجمعة إن الجانبين عجزا عن تشكيل مجموعة عمل مشتركة لكنه أضاف أن من المنتظر تشكيلها قبل سفر وزير الخارجية أبو الحسن محمود علي إلى ميانمار في 30 نوفمبر تشرين الثاني لإجراء محادثات.
وتقول حكومة ميانمار إنها ستقبل عودة من يتأكد أنه كان يعيش في أراضيها.
وقال زاو هتاي إن ميانمار لا تزال في انتظار قائمة بأسماء اللاجئين الروهينجا من بنجلادش.
* ملاحقون بالموت وانعدام الأمان
بدأ كنوت أوستبي منسق الأمم المتحدة المؤقت الجديد بشأن ميانمار مهام وظيفته الجديدة يوم الأربعاء. ويتولى أوستبي وهو نرويجي دورا إغاثيا ودبلوماسيا في وقت تتزايد فيه التوترات مع حكومة ميانمار بشأن تعاملها مع أزمة الروهينجا.
وغرق سبعة من الروهينجا بينهم ثلاثة رضع وطفلان قبل أيام وهم يحاولون قطع الرحلة المائية المحفوفة بالخطر من ميانمار إلى بنجلادش.
ونظرا لما لاقاه كثير من الروهينجا الذين يعيشون الآن في مخيمات للاجئين من أهوال فإن عدم لهفتهم على العودة سريعا إلى منازلهم بميانمار ليس بالأمر المفاجئ.
وقال محققون من الأمم المتحدة يوم الجمعة بعد لقاءات مع أشخاص من الروهينجا يعيشون في مخيمات في بنجلادش إنهم جمعوا شهادات تفيد بتعرض الروهينجا "لنمط ثابت وممنهج" من القتل والتعذيب والاغتصاب وإشعال الحرائق.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)