من كريسبيان بالمر
روما (رويترز) - قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوم الخميس إنها تلقت تعهدات مالية جديدة تمكنها من الاستمرار في العمل لبضعة أشهر أخرى لكنها حذرت من أن عملها على المدى الطويل لا يزال موضع شك.
وتتطلع أونروا لتغطية عجز في ميزانيتها يقدر بنحو 446 مليون دولار نتج بالأساس عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ في يناير كانون الثاني الماضي بتجميد مساعدات أمريكية للفلسطينيين بشكل فعلي.
وأسفر مؤتمر للمانحين في روما عن وعود من دول في مختلف أرجاء العالم بتمويل إضافي بقيمة مئة مليون دولار لتواجه أونروا مهمة شاقة لمواصلة خدماتها الأساسية المتعلقة بالتعليم والرعاية الصحية والأمن الغذائي.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين بعد الاجتماع "تم التوصل إلى خطوة أولى في غاية الأهمية اليوم لكن ما زال أمامنا طريق طويل".
وأضاف "لو لم تكن أونروا موجودة، لو لم تكن خدماتها تقدم، لتقوض استقرار المنطقة".
وتمنح واشنطن عادة نحو 350 مليون دولار سنويا لأونروا التي تأسست عام 1949 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين لكنها لم تقدم سوى ما يزيد قليلا على 60 مليون دولار حتى الآن هذا العام. ويخشى مسؤولو الأمم المتحدة ألا يتلقوا المزيد من الولايات المتحدة خلال 2018.
وقال ترامب في يناير كانون الثاني إن الولايات المتحدة لن تقدم مساعدات ما لم يوافق الفلسطينيون على استئناف محادثات السلام مع إسرائيل. وتجمدت المحادثات منذ عام 2014 ومع عدم توقع استئنافها في وقت قريب اجتمع مبعوثون من نحو 70 دولة ومنظمة في روما لبحث أزمة التمويل.
وحذر المفوض العام لأونروا بيير كرينبول لدى دخوله للاجتماع من أن الوكالة ستستنفد أموالها بحلول مايو أيار. وأعطت التعهدات الجديدة الوكالة متنفسا.
وقال "ستبقي أنشطتنا نحو شهرين إضافيين حتى منتصف الصيف... ينبغي أن نكون متفائلين".
وأضاف دون أن يورد مزيدا من التفاصيل أن من بين الدول التي عرضت تمويلا إضافيا فرنسا وقطر وكندا وسويسرا وتركيا ونيوزيلندا والنرويج وكوريا الجنوبية والمكسيك وسلوفاكيا والهند.
* أزمة إنسانية
تعمل أونروا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وفي قطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن. وتدير 710 مدارس ويقدم أطباؤها تسعة ملايين استشارة طبية سنويا وتوفر الغذاء لنحو 1.7 مليون شخص أغلبهم في قطاع غزة.
ويقول الفلسطينيون إن خفض التمويل سيؤثر بدرجة أكبر على غزة، القطاع الفقير الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويعتمد نصف سكانه البالغ عددهم مليوني نسمة على المساعدات الإنسانية وحيث يبلغ معدل البطالة 46 بالمئة.
وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييدا للقرار الأمريكي بخفض التمويل لكنه أقر فيما يبدو بأنه قد يترك إسرائيل أمام أزمة إنسانية على أعتابها. وتفرض إسرائيل قيودا صارمة على حركة الناس والبضائع على الحدود مع غزة التي تواجه أيضا إجراءات مشددة من جانب مصر.
وحذر دبلوماسي في روما طلب عدم الكشف عن هويته من أن المصاعب التي تواجه أونروا قد تدفع مئات الألوف من الفلسطينيين لمحاولة الوصول إلى أوروبا مما يعمق أزمة المهاجرين التي يواجهها الاتحاد الأوروبي.
كانت الولايات المتحدة تقدم عادة نحو 30 بالمئة من تمويل أونروا فيما كان يعزز دور واشنطن البارز باعتبارها الوسيط الرئيسي في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويميل ترامب منذ توليه السلطة العام الماضي إلى استرضاء إسرائيل وأسعد نتنياهو بتعهده بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس مما أثار غضب الفلسطينيين الذين يرغبون في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وعلى النقيض من ذلك اتهم ترامب في تغريدة على تويتر في يناير كانون الثاني الفلسطينيين بأنهم "لم يظهروا أي تقدير أو احترام" وانتقدهم لرفضهم استئناف محادثات السلام.
ويقول الفلسطينيون إن المفاوضات لا جدوى منها قبل أن توقف إسرائيل البناء في مستوطناتها في الأراضي المحتلة. وقال نتنياهو إن المفاوضات يجب أن تستأنف دون شروط مسبقة.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)