ريكوزنتاكاتا (اليابان) (رويترز) - أحيت اليابان يوم الجمعة ذكرى الآلاف الذين خسروا حياتهم قبل خمس سنوات في زلزال قوي أعقبته أمواج مد عاتية (تسونامي) دمرت قرى بأكملها وتسببت بأسوأ كارثة نووية منذ كارثة مفاعل تشرنوبيل السوفيتي عام 1986.
ضربت هزة أرضية قوتها تسع درجات قاع المحيط قبالة سواحل اليابان في يوم جمعة بارد عام 2011 وأحدثت موجات تسونامي هائلة اجتاحت مساحات واسعة من الساحل الياباني فقتلت نحو 20 ألف شخص.
وأعطبت موجات التسونامي محطة فوكوشيما داي-تشي النووية حيث أدى انصهار قلب ثلاثة مفاعلات إلى انتشار الإشعاعات النووية على مساحة واسعة من الريف ملوثة الماء والطعام والهواء.
وتم إجلاء أكثر من 160 ألف شخص من البلدات القريبة ولا يزال نحو عشرة بالمئة منهم يعيشون حتى الآن في سكن مؤقت في مقاطعة فوكوشيما في حين استقر أغلبهم في مناطق أخرى وبدأوا حياة جديدة.
وما زال الدخول إلى بعض المناطق محظورا بسبب مستوى الإشعاعات العالي فيها.
ويوم الجمعة احتشد أقارب الضحايا في المقابر وقبالة المباني الخالية وعلى الشواطئ على طول الشريط الساحلي الذي ضربته أمواج المد حاملين الأزهار والبخور وهم يحنون رؤوسهم إجلالا للموتى.
كما نُكّست الأعلام على المباني الحكومية الرئيسية.
وفي تمام الساعة 2:46 من بعد الظهر بالتوقيت المحلي (0546 بتوقيت جرينتش) وهو الوقت الذي حدثت فيه الهزة تعالت أصوات الأجراس في وسط طوكيو وأحنى اليابانيون في أرجاء البلاد رؤوسهم وهم يقفون دقيقة حداد. كما توقفت جميع قطارات مترو الأنفاق في طوكيو لمدة دقيقة.
كما انحنى رئيس الوزراء شينزو آبي والامبراطوري أكيهيتو أمام مسرح وضعت عليه الزهور الصفراء والبيضاء في احتفال في طوكيو حضره 1200 شخص بينهم ناجون من الكارثة.
ولكن رغم مرور السنوات الخمس ما زال التعافي الكامل من الكارثة بعيد المنال.
وقال ايكي كوماجاي رجل الإطفاء المتطوع من ريكوزنتاكاتا الذي خسر 51 زميلا قتل الكثير منهم بينما كانوا يرشدون الناس إلى مناطق آمنة "البنية التحتية تتعافى لكن القلوب لا. اعتقدتُ أن الوقت سيتكفل بكل شيء."
وأضاف "ما زالت تتراءى لي وجوه الذين ماتوا.. هناك الكثير من الأسى لا استطيع التعبير عنه."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)