(رويترز) - قالت شركة مونسانتو المنتجة لمستحضر (راونداب) أكثر مبيدات الحشائش انتشارا في أرجاء العالم يوم الثلاثاء إنها شكلت لجنة علمية مستقلة عن منظمة الصحة العالمية لبحث ما توصلت اليه المنظمة من الربط بين مادة كيميائية أساسية من مكونات المبيد وبين الاصابة بالسرطان.
وأعلنت الوكالة الدولية لأبحاث الأورام التابعة لمنظمة الصحة العالمية في مارس آذار الماضي انه بعد مراجعة البيانات العلمية فانه تم تصنيف مادة جلايفوسات -أحد مكونات المبيد- على انها مادة "يحتمل ان تكون مسببة للاورام لدى البشر".
وردت الشركة على هذه النتائج بان طالبت بسحبها ووجهت انتقادات لفريق دولي من العلماء كان قد توصل الى هذه النتائج.
وقالت الشركة يوم الثلاثاء إنها انتدبت شركة انترتك للاستشارات العلمية والتنظيمية لتشكيل لجنة من الخبراء العلميين الدوليين من ذوي الشهرة لمراجعة ما توصلت اليه الوكالة الدولية لابحاث الأورام ومقرها ليون بفرنسا.
وقالت شركة مونسانتو ومقرها ولاية ميزوري إن من بين الخبراء أطباء وخبراء في مجال الاورام واساتذة يحملون درجة الدكتوراه في مجال الصحة العامة.
وقال بريت بيجمان رئيس شركة مونسانتو إن شركته واثقة من سلامة منتجاتها من مبيدات الحشائش وان الهدف الاساسي من المراجعة هو طمأنة المستهلكين وآخرين.
وقال في رده على تقرير الوكالة الدولية لابحاث الأورام "خلق الأمر الكثير من اللغط وستراجع اللجنة البيانات مراجعة شاملة وستتيح نتائجها للجميع كي يطلعوا عليها".
وقالت مونسانتو إن هذه العملية والنتائج التي ستتمخض عنها ستتسم بالاستقلالية والشفافية مشيرة الى مشاركتها في اتاحة المعلومات والبيانات للمراجعة.
ويستخدم المزارعون مادة جلايفوسات بكميات كبيرة منذ ان تسعينات القرن الماضي. ويستخدم هذا المبيد على نطاق واسع في محاصيل منها فول الصويا الذي تم تعديله وراثيا لمقاومة تأثير المبيد بحيث يقضي على الحشائش ولا يضر بالمحصول نفسه.
وقالت بيانات وزارة الزراعة الامريكية وعلماء أمريكيون في مجال الحشائش إن 14 على الأقل من أنواع الحشائش والطرز الحيوية بالولايات المتحدة اكتسبت مقاومة ضد مادة جلايفوسات مما يؤثر سلبا على رقعة تصل الى 60 مليون فدان من الأراضي المنزرعة بالبلاد. وتعرقل الحشائش المقاومة للمبيدات انتاج المحاصيل وتجعل الانشطة الزراعية أكثر صعوبة وباهظة التكاليف.
وقد شرع علماء وجماعات أمريكية لحماية المستهلك وشركات إنتاج مواد غذائية في اجراء اختبارات مكثفة على مختلف أنواع الأغذية من حبوب الافطار وحتى الألبان المجففة بحثا عن آثار لمادة جلايفوسات.
وأشارت دراسات عديدة الى ان مادة جلايفوسات آمنة إلا ان البعض الآخر قال إنها مرتبطة بمشاكل صحية للانسان. ويقول منتقدون إنهم يخشون من ان تكون هذه المادة منتشرة بشكل كبير في البيئة على نحو يجعل التعرض الطويل لها -حتى بكميات ضئيلة- ضارا.