باريس (رويترز) - قالت جهة رقابية فرنسية على الأنشطة النووية يوم الاثنين إن الجيل القادم من المفاعلات النووية الذي تتولى تطويره دول مثل فرنسا وروسيا والصين واليابان ربما لا يكون أكثر أمنا من المفاعلات المنشأة اليوم.
وفي دراسة شملت ستة تصميمات مستقبلية للمفاعلات النووية يعكف على بحثها (المنتدى الدولي للجيل الرابع) الذي تقوده الولايات المتحدة قال المعهد الفرنسي للأمان النووي والوقاية من الإشعاع إن نموذج المفاعل السريع الذي يجري تبريده بالصوديوم هو وحده الذي قطع شوطا طويلا في عملية التطوير ليكون مثلا يحتذى به لانشاء نموذج أولي خلال النصف الأول من هذا القرن.
لكن المعهد لم يفصح انه سيكون أكثر أمنا من النماذج التي يجري تشييدها حاليا.
وقالت الدراسة "في حين أنه يبدو من المحتمل أن تكفل تقنية المفاعل السريع الذي يجري تبريده بالصوديوم مستوى أمان يعادل على الأقل ما يستهدفه الجيل الثالث من المفاعلات التي تعمل بالماء المضغوط إلا ان المعهد الفرنسي للأمان النووي والوقاية من الإشعاع غير قادر على تحديد ما اذا كان سيتجاوز هذا المستوى بدرجة كبيرة".
ويمثل هذا الرأي أول انتقاد علني واضح لتصميمات الجيل القادم من المفاعلات النووية بين مسؤولي الأمان النووي من الأعضاء البالغ عددهم 13 بلدا بالمنتدى الدولي للجيل الرابع منها بريطانيا وكوريا الجنوبية وكندا.
ومن بين أكثر من 400 من مفاعلات الجيل الثاني التي تعمل في شتى أرجاء العالم الآن فان السواد الاعظم منها يعمل بالماء المضغوط وشيدت بين عامي 1970 و1990.
ويجري تشييد عدد من مفاعلات الجيل الثالث التي تستخدم نفس تقنيات مفاعلات الجيل الثاني لكنها تتسم بقدر أعلى من الأمان النووي.
ويركز (المنتدى الدولي للجيل الرابع) على التصميمات الحديثة الجذرية ومنها تبريد المفاعلات بالفلزات المسالة بدلا من الماء مع تشغيلها على درجات حرارة أعلى بكثير.
وتضخ دول رائدة في المجال النووي ملايين الدولارات كل عام في بحوث الجيل الرابع من المفاعلات لكن كارثة فوكوشيما النووية عام 2011 والطفرة التي حدثت في مجال الطاقة المتجددة ورخص أسعار الغاز الصخري أثارت تساؤلات بشأن هذا البرنامج.
وقال المعهد الفرنسي للأمان النووي والوقاية من الإشعاع إنه في حين أن المفاعل السريع الذي يجري تبريده بالصوديوم -وعلى خلاف المفاعلات التي يجري تبريدها بالماء المضغوط- يمكن أن يعمل عند مستوى منخفض من الضغط لكن من بين مساوئه الرئيسية أن عنصر الصوديوم يتفاعل بشدة مع الماء والهواء.
ويقول أنصار الجيل الرابع من المفاعلات إن المفاعل السريع الذي يجري تبريده بالصوديوم سيقلل من حجم النفايات النووية وضرورة طمرها في جوف الأرض.