بكين 29 ابريل نيسان (رويترز) - تعتزم الصين تشديد الرقابة على المحاصيل المعدلة وراثيا بسبب تصاعد القلق الجماهيري بشأن مدى قدرة حكومة البلاد على استبعاد هذه الحاصلات المحظورة من السلسلة الغذائية.
وتؤيد بكين تكنولوجيا المحاصيل المحورة وراثيا التي ترى انها مهمة في مستقبل الأمن الغذائي بالبلاد لكن منتقدي هذه التقنية يقولون إنها قد تشكل مخاطر صحية وانه في حين تسمح بكين بواردات من المحاصيل المهندسة وراثيا لكنها لم تسمح بعد بزراعتها داخل البلاد.
وقال هوانج دافانج الاستاذ بمعهد بحوث التكنولوجيا الحيوية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم الزراعية إن التعديلات المقررة على لوائح تنظيم ادارة الامان بالبلاد لا تتضمن تعديل السياسة الخاصة بالحاصلات المعدلة وراثيا لكنها ستضاعف من الرقابة على منتجات التكنولوجيا الحيوية الجاري تصنيعها.
وتؤكد التعديلات التي نشرتها وزارة الزراعة الصينية على موقعها الالكتروني يوم الاثنين الماضي على المسؤولية الأساسية التي تقع على عاتق معاهد البحوث بشأن ضمان انتاج الحاصلات المعدلة وفقا للوائح الأمان.
كما انها تلزم المؤسسات التي تجري البحوث والاختبارات على الحاصلات المحورة وراثيا ان توثق بصورة جلية كل اجراء يتم كما ان من واجبات مسؤولي وزارة الزراعة على مستوى المقاطعات والبلدات ضرورة تشديد الرقابة على التجارب الخاصة بهذه المحاصيل.
وقامت الوزارة العام الماضي بحملة اعلامية لاطلاع الجمهور على الحقائق العلمية الخاصة بالهندسة الوراثية بعد موجة من التقارير السلبية حول هذه التقنيات.
الا ان المشاعر المناهضة لهذه التقنيات لا تزال قائمة بعد ان أقام افراد من عامة الشعب دعاوى قضائية يشكون فيها من انعدام الشفافية بشأن الموافقة على هذه التقنية والمنتجات المتعلقة بها الامر الذي يبرز انعدام قدرة الحكومة على ان تكفل انتاج اطعمة آمنة.
وانفقت الصين مليارات من عملتها اليوان في استنباط بذور محورة وراثيا لكنها لم تجرؤ بعد على السماح بزراعة اصناف معدلة وراثيا من المحاصيل الغذائية وتلك الخاصة بعلف الحيوان متعللة بمخاوف المستهلكين بشأن سلامة هذه المنتجات.
وقال مسؤولون إن البلاد ستواصل النهوض بأبحاث المحاصيل المعدلة وراثيا فيما ستستمر في فرض قيود صارمة على سلامة هذه التقنيات الأمر الذي يبرز نهج بكين الحذر في مجال التكنولوجيا الحيوية.