نيودلهي (مؤسسة تومسون رويترز) - قال تقرير نشر يوم الاثنين إن نساء يجري تعقيمهن في شرق الهند يواجهن مخاطر حدوث العدوى ومضاعفات أخرى بسبب تردي حالة النظافة ونقص الأطباء والمعدات والإمدادات الطبية.
يجيء هذا التقرير بعد عدة أشهر من وفاة 15 امرأة في الهند في أعقاب عمليات جراحية تفتقر لأساسيات الصحة والنظافة العامة.
وقال المركز الدولي لبحوث المرأة -الذي تولى مراجعة جودة خدمات تعقيم النساء في ولاية بيهار ثالث أكبر الولايات الهندية من حيث كثافة السكان- إنه لا تزال توجد مشاكل جمة رغم النهوض بدرجة ما بالبنية الأساسية.
وتعرضت الهند -التي تجيء في المرتبة الأولى عالميا في مجال تعقيم النساء- لانتقادات لاذعة في نوفمبر تشرين الثاني إثر وفاة 15 سيدة فيما نقل العشرات الى المستشفيات بعد عمليات جراحية للتعقيم بولاية تشهاتيسجاره المجاورة.
ودفعت هذه الظروف وكالات مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان كي تؤكد على ضرورة إجراء عمليات منع الحمل جراحيا في ظروف آمنة وصحية.
وقال رافي فيرما رئيس المكتب الإقليمي للمركز الدولي لبحوث المرأة في آسيا إن الشواهد التي خرجت بها هذه الدراسة تبرز حقيقة أن الخدمات المقدمة للنساء اللائي يخضعن لعملية التعقيم لا تزال متواضعة.
وقال في بيان "أبرز بحثنا بجلاء محنة الفقيرات اللائي يحرمن من الكرامة الانسانية والاحترام المستحق علاوة على زيادة مخاطر التعرض للعدوى ومضاعفات ما بعد الجراحة".
وقال المركز الدولي لبحوث المرأة إن التقرير أجري بخصوص حكومة ولاية بيهار لكن وزير الصحة بالولاية قال إنه لا علم له بهذه الدراسة وفند النتائج التي توصلت اليها.
وقال رمضاني سينغ وزير الصحة بالولاية لمؤسسة تومسون رويترز "لم نصادف قط أي تقرير عن مخاطر العدوى والمضاعفات الأخرى خلال عمليات التعقيم بالمستشفيات الحكومية".
ويوصف برنامج التعقيم الجماعي في الهند وجهود الحد من النمو السكاني بأنها الأكثر صرامة بعد الصين. وقد تراجعت معدلات المواليد بالهند خلال العقود الأخيرة إلا ان النمو السكاني بالبلاد لا يزال هو الأسرع في العالم.
ويقول النشطاء إنه مع تعقيم أكثر من أربعة ملايين امرأة هندية كل عام -وهو الرقم الذي يمثل كل النساء تقريبا- فان نظام الحصص المالية يشجع المسؤولين والأطباء كي يسلكوا أسهل السبل وأرخصها ألا وهي اعطاء النسوة الأميات نقودا في اغلب الأحوال لإجراء عملية التعقيم دون معرفة المخاطر.
وفي ولاية بيهار لا يستخدم أكثر من 100 مليون شخص بعد وسائل منع الحمل بالمقارنة بولايات أخرى وغالبا ما تلجأ النساء الى خيار التعقيم.
وتستند الدراسة إلى مقابلات مع نحو 800 طبيب وممرضة ومريض في نحو 80 من المستشفيات العامة والخاصة.
وهناك العشر فقط من المراكز الصحية الأولية التي توفر لجميع النساء أسرة بعد العمليات الجراحية ما يترك معظمهن كي يتعافين وقد استلقين على أبسطة على الأرض وفي واحد من بين كل ثلاثة مستشفيات وجدت المخلفات الصحية متناثرة في كل مكان ما يشكل خطرا لانتقال الامراض.
وتعاني معظم المنشآت من نقص في المعدات الأساسية والأدوية والإمدادات الخاصة بالتعقيم ولا يوجد ببعضها أدوات ضرورية مثل المقصات والقفازات والقطن.
وأفاد الباحثون بوجود "نقص خطير" في أعداد الأطباء والممرضات في بعض المنشآت وان ثلثها فقط به مستشارون في مجال تنظيم الأسرة لذا فان معظم النساء يفتقرن إلى من يسدي اليهن النصح والمشورة.
وقالت برانيتا أتشيوت المشرفة على هذه الدراسة في بيان "توافر ظروف صحية آمنة أمر غير قابل للجدل البتة ويمكن تحقيقه من خلال تكاليف اضافية بسيطة غير باهظة لكنها ستؤتي قطعا بثمار على المدى البعيد".