من ميشيل مارتينا ومانويل موجاتو
فينتيان (رويترز) - قال مسؤولون إن دول جنوب شرق آسيا تمكنت يوم الاثنين من تخطي أزمة استمرت أياما عندما سحبت الفلبين طلبا بأن تشير رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى حكم لمحكمة دولية ضد بكين في البيان الختامي المشترك بعد اعتراض كمبوديا.
وشكرت بكين كمبوديا علنا على مساندتها للموقف الصيني بشأن النزاعات البحرية وهو موقف أدخل اجتماعات آسيان المنعقدة في فينتيان عاصمة لاوس خلال اليومين الماضيين في حالة من الارتباك.
والنزاعات بين الصين ودول أخرى في المنطقة على مناطق السيادة في بحر الصين الجنوبي من بين القضايا الشائكة في رابطة آسيان التي تحاول الدول العشر الأعضاء فيها المفاضلة بين رغبتهم في التأكيد على سيادتهم على الممر البحري مقابل إيجاد أرض مشتركة مع الصين وتعزيز العلاقات السياسية والتجارية معها.
وتطالب الصين بالسيادة على أغلب مياه بحر الصين الجنوبي لكن الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وجميعها من أعضاء آسيان لديها مطالبات تتعارض مع المزاعم الصينية. وكانت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي قد أصدرت في 12 يوليو تموز حكما لصالح الفلبين في خلاف على الحدود البحرية وهو ما مثل نصرا قانونيا على الصين.
وأرادت كل من الفلبين وفيتنام إدراج الحكم ودعوة باحترام القانون البحري الدولي في البيان الختامي المشترك للرابطة. ورفض الحكم مطالبة بكين بالسيادة على أجزاء كبيرة من بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره تجارة عالمية تقدر قيمتها بنحو خمسة تريليونات دولار سنويا.
لكن دبلوماسيين قالوا إن كمبوديا عارضت الصياغة المتضمنة لذلك الحكم ودعت لإجراء نقاشات ثنائية في هذا الشأن.
وقال دبلوماسي من آسيان يوم الاثنين إن مانيلا وافقت على سحب طلبها بالإشارة للحكم في البيان لتجنب خلاف قد يعرقل صدوره.
وأشار البيان بدلا من ذلك إلى الحاجة إلى التوصل لحلول سلمية للنزاعات في بحر الصين الجنوبي بما يتسق مع القانون الدولي بما يشمل قانون الأمم المتحدة المتعلق بالبحار الذي أشار إليه الحكم.
وقال بيان الآسيان "لا نزال نشعر بالقلق بشدة من التطورات الأخيرة والجارية وأخذنا في الاعتبار المخاوف التي عبر عنها بعض الوزراء بشأن بناء الجزر وتعزيز الأنشطة في المنطقة مما أدى لتراجع مستوى الثقة وتصعيد التوتر وقد يهدد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة."
وأضاف بيان آسيان أن من المهم تجنب عسكرة المنطقة والحفاظ على حرية الملاحة البحرية.
وتقول بكين إن الحكم ليس له تأثير على حقوقها في البحر ووصفت الدعوى بأنها مهزلة.
وذكر بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية في وقت مبكر من يوم الاثنين أن وزير الخارجية وانغ يي أبلغ نظيره الكمبودي براك سوخون إن موقف كمبوديا هو الموقف الصحيح وسيحمي وحدة آسيان والتعاون مع الصين.
قال وانغ "تشيد الصين بقوة بكمبوديا ودول آسيان الأخرى التي تبنت الحياد وحماية العدل."
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير سها جادو)