من ستيفن كالين
بغداد (رويترز) - قتلت عبوات ناسفة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية عشرات المدنيين العراقيين الذين عادوا إلى مدينة الرمادي رغم تحذيرات من أن الجزء الأكبر من المدينة الواقعة في غرب البلاد لا يزال غير آمن بعد نحو أربعة أشهر من استعادتها من قبضة المتشددين.
وعاد عشرات الآلاف من النازحين إلى الرمادي عاصمة محافظة الأنبار خلال الشهرين الأخيرين معظمهم من مخيمات شرقي المدينة فروا إليها قبل أن يتقدم الجيش ويستعيد المدينة أواخر العام الماضي.
وأبطأ نقص الخبراء المدربين على إبطال مفعول العبوات الناسفة جهود استعادة الأمن لكن هذا لم يحل دون استجابة السكان لدعوات بالعودة أطلقها رجال دين محليون ومسؤولون حكوميون.
ورفض مكتب محافظ الأنبار الذي أشرف على الجانب الأكبر من جهود استعادة الرمادي طلبات بالحصول على تعقيب.
لكن الأمم المتحدة قالت إنها علمت من السلطات أن 49 شخصا قتلوا وأصيب 79 آخرون في الرمادي منذ بداية فبراير شباط. وأضافت أن هذه الأرقام "من شبه المؤكد أنها تقديرات أقل من الحقيقة".
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق لرويترز "تشعر الأمم المتحدة بقلق بالغ حيال سلامة الأسر العائدة وانتشار عبوات ناسفة وألغام لم تنفجر على نطاق واسع في الكثير من الأحياء."
وأضافت "التصرف المسؤول هو تطهير هذه المناطق بأسرع وقت ممكن باستخدام أحدث الطرق وأكثرها حرفية. ما لم يحدث هذا ستكون هناك مخاطر جمة."
وينظر إلى إبطال مفعول هذه المتفجرات على أنه خطوة أولى ضرورية لعودة المدنيين إلى الرمادي التي قال فريق من الأمم المتحدة الشهر الماضي إنها شهدت دمارا أكثر من أي منطقة أخرى في العراق بعد شهور من القتال وتفجيرات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية وغارات جوية مدمرة لطائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي تم التعاقد مع شركة أمريكية متخصصة في نزع الألغام لإزالة المتفجرات وتدريب عراقيين على إبطال مفعول العبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو التنظيم في الرمادي الواقعة على بعد 100 كيلومتر غربي بغداد.
وقالت مصادر في الرمادي إن من المتوقع أن تشارك شركة غربية أخرى في جهود تطهير المدينة كما تتنافس شركات عراقية حاليا للحصول على عقود حكومية مربحة.
وذكر محمد علي وهو مقاتل من عشائر العراق يساعد في تفكيك العبوات الناسفة إن الخبرات لا تزال غير كافية لمواكبة وتيرة عودة المدنيين.
وإلى جانب زرع القنابل في شوارع الرمادي زرع مقاتلو الدولة الإسلامية أيضا المتفجرات داخل المساكن أو ربطوها بلوحة مفاتيح الكهرباء بحيث تنفجر مع محاولة السكان إعادة الكهرباء لمنازلهم.
وقال علي "انفجر منزل في حي البكر (يوم الاثنين) مما أسفر عن مقتل المالك...عاد الرجل بعد إزالة المتفجرات من منزله وبدأ في تنظيف الحطام. بينما كان ينقل أسطوانة لغاز الطهي انفجرت قنبلة كانت مخبأة تحتها."
وقال ضابط أمن يتمركز في شمال الرمادي إنه منع المدنيين من التجول قرب الأحياء بعد مقتل عدة أشخاص وهم يتفقدون الدمار في منطقة قريبة.
ومن المستبعد أن تتباطأ وتيرة عودة النازحين نظرا لما يعتريهم من إحباط والتنافس السياسي داخل دوائر السنة.
وذكر مصدران حكوميان محليان أن الشخصيات السياسية والدينية تجاهلت التحذيرات من عودة سريعة للمدنيين واتهما هذه الشخصيات بالسعي وراء تحقيق مكاسب مالية من خلال إطلاق مشروعات إعادة اعمار قبل غيرهم.
ونزح أكثر من 3.4 مليون عراقي عن ديارهم في أنحاء العراق بسبب العنف وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة معظمهم من العرب السنة.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)