من فيل ستيوارت ووارن ستروبل
واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون إن الولايات المتحدة وتركيا لم تتفقا بعد على أي جماعات المعارضة السورية يمكن تقديم الدعم لها ضمن جهد مشترك للمساعدة في تطهير الحدود التركية من تنظيم الدولة الإسلامية مما يسلط الضوء على الغموض الذي يكتنف خطة الحملة.
وأعلنت واشنطن وأنقرة هذا الأسبوع عزمهما توفير الغطاء الجوي للمعارضة السورية واجتثاث مقاتلي الدولة الإسلامية سويا من القطاع الممتد على طول الحدود مع استخدام الطائرات الحربية الأمريكية للقواعد الجوية في تركيا لشن الهجمات.
لكن يبدو أن التخطيط بدأ للتو والاتفاق على التفاصيل المهمة مثل أي جماعات المعارضة ستتلقى الدعم على الأرض قد يؤجج توترات قائمة بالفعل منذ أمد بعيد بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن الاستراتيجية في سوريا.
ويقول مسؤولون إنه لا يزال يتعين حل مسائل في المحادثات مع تركيا تتعلق بعمق المنطقة التي ستمتد داخل سوريا ومدى سرعة بدء الطائرات الحربية الأمريكية في تنفيذ مهام قتالية من القواعد التركية.
وتسعى إدارة الرئيس باراك أوباما التي تخشى الانجرار إلى فوضى الحرب الأهلية في سوريا جاهدة حتى الآن للعثور على عدد كاف من الشركاء على الأرض للمساعدة في انتزاع السيطرة على الأراضي من الدولة الإسلامية وتعتمد بشكل كبير على المقاتلين الأكراد.
وفي المقابل تشعر تركيا بالانزعاج من المقاتلين الأكراد وربما تكون أقل قلقا من واشنطن من الجماعات التي تربطها صلات بجماعات متطرفة أو لديها طموحات لتوسيع نطاق المعركة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مسؤول كبير بإدارة أوباما في إفادة للصحفيين مشترطا عدم نشر اسمه "علينا أن نجلس مع الأتراك لنقرر ذلك." واعترف المسؤول أن هناك جماعات معارضة في سوريا "لن نعمل معها بالقطع".
ولم يدرب الجيش الأمريكي حتى الآن سوى نحو 60 من مقاتلي المعارضة السورية وهو عدد أقل بكثير من التوقعات ويرجع ذلك جزئيا إلى متطلبات التدقيق الصارمة التي تستبعد على سبيل المثال المقاتلين الذين هدفهم الأساسي إسقاط الأسد.
وقال ديريك تشوليت الذي كان مساعدا لوزير الدفاع في إدارة أوباما إن القرارات بشأن أي جماعات تتلقى الدعم لن تكون سهلة أبدا وأشار إلى الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بين واشنطن وأنقرة بشأن استراتيجية سوريا.
وأضاف تشوليت وهو مستشار بارز في مؤسسة جيرمان مارشال فاند البحثية "رغم أن تعاوننا يتحسن باطراد ورغم أن الأزمة الطارئة قربت بيننا فإن خلافاتنا مازلت قائمة وإن كانت من وراء ستار لكنها لم تحل على نحو كامل."
*تركيا ومنطقة الحدود
تتضمن أقوى الجماعات المسلحة التي تعمل في شمال سوريا جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وأحرار الشام الإسلامية المحافظة التي نشرت في الاسابيع الأخيرة مقالين تنفي فيهما فكرة أنها جزء من القاعدة.
وكلاهما جزء من تحالف مقاتلين استطاع أن يسيطر على معظم محافظة إدلب في الشهور الأخيرة بدعم تركي.
وهناك أيضا عدد من الجماعات الأصغر التي تنشط في مدينة حلب الشمالية وحولها بعضها لا يزال يحارب تحت راية "الجيش السوري الحر".
ويقول مقاتلون سوريون إن طرد تنظيم الدولة الإسلامية من المناطق القريبة من حلب سيتيح لهم تركيز جهودهم على محاربة الأسد. ويرحبون إلى حد بعيد بفكرة إقامة منطقة عازلة حيث يستطيعون ممارسة نشاطهم دون خوف من الغارات الجوية السورية.
وقال أحمد قرة علي المتحدث باسم أحرار الشام "نحن هنا نخلط الأمنيات مع التوقعات نتمنى ألا تأخذ وقتا وتوقعاتنا أن لا تأخذ فترة طويلة ربما عدة أشهر".
لكن التساؤلات بشأن نطاق المنطقة العازلة تشغل بال البعض. وقال قيادي للمسلحين إن إقامة منطقة عازلة سيأتي بنتائج عكسية اذا لم تشمل المدن. فقد تكون النتيجة هي تشجيع المدنيين على الفرار من مناطق اخرى تسيطر عليها المعارضة وهو ما سيصب في مصلحة الاسد.
وقال القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب الحساسيات السياسية "نريد حماية دولية للمناطق المأهولة .. للمدن. أنصحهم بالتركيز على حماية المدن."
قال روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لدى سوريا إن تركيا سيكون لها قول أكبر على الأرجح بشأن الترتيبات الأمنية في المنطقة القريبة من حدودها.
وأضاف فورد الذي يعمل حاليا في معهد الشرق الأوسط أن واشنطن لن تعمل مع جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وهي ضمن تحالف قال إنه تلقى دعما تركيا. لكنه قال فيما يتعلق بالجماعات الإسلامية الأقل تشددا "أعتقد أن الإدارة يمكنها أن تتعايش مع ذلك."
وثمة جماعة واحدة من غير المتوقع أن ترحب بها تركيا في المنطقة وهي وحدات حماية الشعب الكردية التي صدت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في شمال سوريا.
وبدأت أنقرة مهاجمة مسلحي حزب العمال الكردستاني بالعراق في الأيام الاخيرة ردا على هجمات ضد ضباط الشرطة والجيش. لكن المسؤولين الأتراك قالوا إن العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا تستهدف الدولة الإسلامية فحسب دون استهداف القوات الكردية.