من سلفيا وستال وليلى بسام
بيروت (رويترز) - تظاهر مئات من أنصار زعيم سياسي مسيحي في بيروت يوم الخميس احتجاجا على ما يرونه تهميشا من جانب رئيس الوزراء السني تمام سلام لدور المسيحيين وذلك في خطوة من شأنها أن تساهم في تصاعد التوترات السياسية في بلد يعاني بالفعل من تداعيات الحرب في سوريا.
ويتهم ميشيل عون زعيم التيار الوطني سلام باتخاذ قرارات دون توافق بين الأحزاب والقوى السياسية الأخرى المكونة للحكومة التوافقية ويضطلع بصلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي وهو منصب شاغر منذ العام الماضي بسبب الأزمة السياسية في البلاد.
ويقول منتقدو عون ومن بينهم زعماء مسيحيون آخرون إن دافعه شخصي. فعون المرشح للرئاسة يريد أن يتولى صهره العميد شامل روكز قائد القوات الخاصة بالجيش اللبناني منصب قائد الجيش بعد انتهاء مدة ولاية قائد الجيش الحالي العميد جان قهوجي في سبتمبر أيلول.
وقال عون في تصريحات تلفزيونية تعهد فيها بعدم التراجع عن موقفه "نحن أكثر من الشيعة ونحن أكثر من السنة ونحن نريد حقوقنا."
والإحصاءات المتعلقة بعدد السكان من كل طائفة أمر بالغ الحساسية في لبنان حيث ساهمت سياسة التوازنات والتوافق في الحفاظ على الاستقرار النسبي للبلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. ووفقا للنظام السياسي في لبنان يجب أن يكون الرئيس من الطائفة المسيحية المارونية ورئيس الوزراء سنيا ورئيس البرلمان شيعيا.
وينشر موقع وزارة الخارجية الأمريكية إحصاءات أجرتها شركة أبحاث لبنانية تظهر أن المسيحيين بمختلف طوائفهم يشكلون نحو 40 بالمئة من السكان بينما يتساوى المسلمون السنة والشيعة بنسبة 27 بالمئة لكل منهما.
وعون (80 عاما) حليف لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران والتي تقاتل إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا. وقال حزب الله إنه يؤيد موقف عون السياسي لكنه لا يشارك في المظاهرة.
ولوح أنصار التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون بأعلام الحزب البرتقالية أثناء تحركهم نحو مقر الحكومة في وسط بيروت حيث كانت تنعقد جلسة لمجلس الوزراء برئاسة سلام.
وقال الطالب شربل خوري (21 عاما) "أنهم يأخذون كل شيء مننا... كمسيحيين يجب أن نتحرك. لا يجب أن نبقى بالمنزل. نحن فقط عدد قليل في المنطقة."
وبدت الاحتجاجات هادئة إلى حد كبير لكن الجيش قال إن مجموعة من الأشخاص اقتحموا حاجزا عسكريا وأصابوا سبعة من الجنود.
وقال نهاد المشنوق وزير الداخلية في تصريحات نشرتها صحيفة الشرق الأوسط "لا يمكنك أن تفرض على الناس بقوة الشارع خيارات ليست لصالح البلد ولا لصالح المسيحيين تحديدا الذين هم رغم كل شيء العصب الرئيسي لاقتصاد هذا البلد."
وتتمثل جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في لبنان بما في ذلك تيار المستقبل المدعوم من المملكة العربية السعودية في حكومة سلام التي تشكلت العام الماضي بعد فراغ حكومي دام عشرة أشهر.
وحال وجود الحكومة دون حدوث فراغ كامل في الذراع التنفيذية للدولة وساهم في حمايتها من التأثر بشكل أكبر من تداعيات الحرب السورية التي تسببت في لجوء أكثر من مليون سوري إلى لبنان.
وفي حين ساهم التنافس بين المملكة العربية السعودية السنية وإيران الشيعية في تأجيج الصراع في المنطقة سعى حلفاؤهما في لبنان إلى احتواء التوترات بعقد محادثات منتظمة.