من جيف ميسون وروبرتا رامتون
كامب ديفيد (ماريلاند) (رويترز) - سعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لطمأنة السعودية والحلفاء في الخليج يوم الخميس بالتزام واشنطن بأمنهم رغم بواعث القلق العميقة لدى الزعماء العرب من الجهود الأمريكية للتوصل الى اتفاق نووي مع إيران.
ويستضيف أوباما زعماء من دول مجلس التعاون الخليجي الست في قمة نادرة الحدوث بمنتجع كامب ديفيد الرئاسي حيث يواجه تحديا يتمثل في تهدئة مخاوفهم من أن احتمال رفع العقوبات الدولية عن طهران قد يزيدها جرأة بشكل يؤدي إلى تفاقم الاضطراب في المنطقة.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحفيين "ما نشعر بأنه أكثر شيء ملائم هو القول بكل وضوح أمام العالم كله بأننا ملتزمون بدعم دفاع هذه الدول."
وخيمت على اللقاء أجواء من التوتر بسبب السياسة الامريكية ازاء ايران وسوريا وانتفاضات الربيع العربي كما خيم على القمة بالفعل قرار بعض الدول المشاركة إيفاد ممثلين ينوبون عن الزعماء.
وقرر العاهل السعودي الملك سلمان الغياب عن القمة وإيفاد ولي العهد الامير محمد بن نايف وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان في تحرك فسر على نطاق واسع بأنه ازدراء يعكس إحباط الخليج من إدارة أوباما.
وقال البيت الأبيض إن هذه القرارات لا تنم عن فتور وصور القمة على انها اجتماعات عمل لا مناسبة لالتقاط الصور. لكن مسؤولين أمريكيين قللوا أيضا من فرص التوصل إلى أي انفراجة كبيرة.
وذكر رودس أن أوباما ركز في الجلسات الأولى للقمة على إطلاع قادة دول الخليج العربية على أحدث تطورات المحادثات النووية مع إيران وطمأنهم بأنه يسعى لإبرام "اتفاق" بشأن المسألة النووية وليس "تقاربا على نطاق أوسع" مع الجمهورية الإسلامية.
وقال مسؤولو البيت الأبيض إنه لن تكون هناك اتفاقية رسمية للدفاع كما كان يريد بعض الزعماء الخليجيين وإنها ستنتهي على الأرجح بإعلانات أكثر تواضعا بشأن نظم متكاملة للدفاع الصاروخي بالصواريخ الباليستية وتيسير وصول الأسلحة وزيادة المناورات العسكرية المشتركة.
ويضم مجلس التعاون الخليجي في عضويته السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عمان.
وبعد أن انتقل أوباما والزعماء الخليجيون إلى كامب ديفيد في طائرة هليكوبتر جلسوا داخل مركز المؤتمرات بالمنتجع في جلسة عمل هي الأولى ضمن ثلاث جلسات أثناء القمة التي تستمر يوما واحدا.
ومن المقرر أن يعقد أوباما مؤتمرا صحفيا في الساعة الخامسة عصرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2100 بتوقيت جرينتش).
* قلق بشأن اتفاق مع إيران
يشعر الزعماء العرب بالقلق من ان يؤدي قرار رفع العقوبات عن ايران في اطار اتفاق نووي الى تمكين طهران من العمل على زعزعة استقرار المنطقة خاصة في دول مضطربة مثل سوريا واليمن والعراق.
وشدد رودس على أن إدارة أوباما تدرك هذا الخطر الإيراني الأوسع نطاقا وعلى استعداد لتقديم "ضمانات واضحة" للحلفاء في الخليج بشأن التزامات الولايات المتحدة الأمنية بما في ذلك المساعدة في وضع نظام مضاد للصواريخ في المنطقة بأكملها وتعزيز أمنها البحري في أهم ممرات النفط في العالم.
وتأكيدا لهذه المخاوف قال مسؤولون أمريكيون إن زوارق إيرانية أطلقت أعيرة تحذيرية باتجاه سفينة شحن ترفع علم سنغافورة في المياه الدولية بالخليج يوم الخميس مما دفع السفينة للفرار إلى المياه الإقليمية الإماراتية.
وتجري الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية اخرى محادثات مع طهران للحد من أنشطة برنامجها النووي. وتحتاج إدارة اوباما الى كسب تأييد مجلس التعاون الخليجي للاتفاق أو على الأقل خفض حدة أي انتقاد له بهدف المساعدة في اقناع الكونجرس المتشكك بأنه يحظى بدعم واسع النطاق في المنطقة.
ورغم أن بعض المسؤولين السعوديين لمحوا إلى احتمال السعي لتطوير تقنيتهم النووية الخاصة إذا شعروا أن إيران تتجه لتطوير قنبلة إلا أن رودس قال إن إدارة أوباما لم تعلم بتهديدات من هذا النوع.
واضاف "لا نريد أن نرى سباق تسلح نوويا في المنطقة التي تعد بالفعل الأكثر اضطرابا في العالم."
ورغم ان الرئيس الامريكي لن يطرح معاهدة أمنية فإنه سيسعى الى تهدئة مخاوف زعماء الخليج بشأن التزام الولايات المتحدة بتلبية احتياجاتهم الدفاعية.
وقال رودس "المناقشات ستتركز بشدة على القضايا وليس المراسم بل الخطوات العملية التي نريد اتخاذها معا."
وذكر أن الولايات المتحدة منفتحة على فكرة منح الشركاء من دول مجلس التعاون الخليجي وضع حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي.
ورغم أن التحرك رمزي فانه سيمنح دول الخليج فرصة للحصول على فائض الولايات المتحدة من إمدادات الأسلحة بشكل أكثر يسرا.