بكين (رويترز) - تواجه الصين ضغوطا دولية متزايدة لحل مشكلة الإفراط في إنتاج الصلب الذي أغرق الأسواق العالمية وجعل منتجي الصلب في الخارج يواجهون شبح الإفلاس.
وتنتج الصين نصف انتاج الصلب العالمي لكن من يأملون أن تقوم بحل مشكلة الإفراط في الإنتاج بسرعة سيحبطون برغم التصريحات القوية الصادرة من بكين.
واستغرقت مشكلة تخمة إنتاج الصلب أعواما لتتحول إلى أزمة وستحتاج أعواما مماثلة لحلها. وحقق الاقتصاد أبطأ معدل نمو خلال 25 عاما مع تنامي التوترات العمالية وهو ما أثار قلق الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الذي يخشى الاضطرابات الاجتماعية التي قد يثيرها ملايين من عمال الصلب المسرحين.
وقال مصدر وثيق الصلة بالقيادة الصينية "لا يمكن الانتهاء من عمليات الإغلاق خلال الليل. الاستقرار على رأس الأولويات."
وأظهرت البيانات الرسمية أن طاقة إنتاج الصلب في الصين تبلغ أكثر قليلا من 1.1 مليار طن سنويا برغم أن محللين قدروا وجود 100 مليون طن أخرى تنتج بشكل غير قانوني.
وفي تأكيد لحجم المشكلة التي تواجه بكين أظهرت الأرقام الرسمية فائضا في الطاقة الإنتاجية يتراوح بين 300 و400 مليون طن سنويا. ووصلت الصادرات في عام 2015 إلى 110 ملايين طن أي ما يوازي نحو عشرة أمثال الإنتاج السنوي للصلب في بريطانيا.
وعلى الرغم من أن اتحاد الحديد والصلب الصيني وبعض الرؤساء التنفيذيين لشركات الصلب توقعوا انخفاض الصادرات في العام الحالي أظهرت بيانات الجمارك الصينية يوم الأربعاء زيادة الشحنات 30 بالمئة في مارس آذار مقارنة بنفس الفترة قبل عام.
وأنعشت الصين آمال التوصل لحل في فبراير شباط عندما تعهدت بخفض طاقة الإنتاج بما يتراوح بين 100 و150 مليون طن خلال خمسة أعوام. لكن من المتوقع استمرار بقاء الإنتاج الفعلي مرتفعا حيث تحاول بكين الحد من تسريح العمال والاضطرابات الاجتماعية.
وأكد رئيس الحكومة الصينية لي كه شيانغ يوم الاثنين أن بكين تعتزم تسريع وتيرة خطوات حل مشكلة الفائض في الإنتاج.
لكن الحكومة المركزية تواجه مقاومة قوية من الحكومات المحلية. وتتشبث العشرات من شركات الصلب "الشبحية" بالبقاء بفضل دعم الحكومات المحلية التي تشعر بالهلع من احتمال حدوث بطالة جماعية وتتحمل الديون المتزايدة لشركات الصلب.
وفي أوروبا قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر يوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ المزيد من الخطوات عند الضرورة لمواجهة إغراق الصلب الصيني في ظل وجود 10 آلاف وظيفة في مهب الريح في قطاع الصلب البريطاني.
وقال يونكر في جلسة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورج "يواجه قطاع الصلب مشكلات". وتعهد بدعم القطاع الذي يرى بعض البريطانيين أن مشكلاته ناتجة عن سياسات الاتحاد الأوروبي في إطار تنظيمهم حملة لخروج بريطانيا من الاتحاد في استفتاء يجرى في يونيو تموز.
وبدأت المفوضية الأوروبية ثلاثة تحقيقات لمكافحة الإغراق في فبراير شباط تتعلق بواردات منتجات الصلب الصينية. وفرضت رسوما على اثنين من المنتجات الأخرى هي الصلب المسحوب على البارد والحديد المقوى.
وألقت شركة تاتا الهندية للصلب باللوم على إغراق واردات الصلب الرخيص بما في ذلك الصينية في اتخاذها قرار التخارج من بريطانيا مما يهدد 15 ألف موظف بفقدان وظائفهم.
ويوم الاثنين نظم أكثر من 40 ألف عامل في قطاع الصلب الألماني احتجاجات على الإغراق من الصين وقضايا أخرى من بينها دعم القطاع حيث يخشون أن تؤدي تلك المشكلات لتسريحهم من العمل.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)