من لوك بيكر
القدس (رويترز) - هاجم وزير الشؤون النووية الاسرائيلي يوم الاربعاء الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى العالمية مع ايران وشدد على حق اسرائيل في التحرك من جانب واحد دفاعا عن النفس وشبه اسرائيل بالطفل الذي أشار إلى الامبراطور العاري في الحكاية القديمة وقال إنه لا يرتدي ملابس.
ودفع الاتفاق الذي تم التوصل إليه الثلاثاء المسؤولين الاسرائيليين للقول بأن ثمة خلل ما إذ أنهم مقتنعون أن الاتفاق التاريخي لن يفعل شيئا يذكر لتقييد طموحات إيران النووية وسيعرض اسرائيل لخطر أكبر.
وقال يوفال شتاينيتز المسؤول عن الشؤون النووية في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للصحفيين "اسرائيل مثل الولد الصغير الذي أشار بإصبعه وقال ‘الملك عار‘. فهذا الاتفاق عار."
وبعد أشهر من المحاولات الرامية لتعطيل الاتفاق بما في ذلك تنديد نتنياهو به أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس الأمريكي في مارس آذار فشلت اسرائيل في الاستفادة من مكانتها لدى الولايات المتحدة أقرب حلفائها.
وقد تحدث نتنياهو مع الرئيس باراك أوباما مساء الثلاثاء وأصدر بيانا مطولا بعد الاجتماع سعى فيه لشرح كيف أن علاقته الشخصية الضعيفة مع الرئيس الأمريكي لم يكن لها أي أثر على نتيجة المفاوضات في فيينا.
وأضاف "إن المزاعم الصادرة عن بعض العناصر السياسية ومفادها أن علاقتي الشخصية مع الرئيس أوباما أثرت في الاتفاق النووي هي مزاعم عبثية... فحتى من قبل تسلمي منصب رئيس الوزراء كانت هناك نية من جانب الإدارة الأمريكية بتطبيع العلاقات مع إيران."
وأظهر أول استطلاع إسرائيلي للرأي نشر منذ إبرام الاتفاق أن أغلبية كبيرة تؤيد وجهة نظر نتنياهو. وكشف الاستطلاع الذي أعلن عنه تلفزيون القناة العاشرة الإسرائيلي أن 69 في المئة عارضوا الاتفاق مع إيران بينما أيده عشرة في المئة. والباقون لم يحسموا أمرهم بشأنه.
ورأى 32 في المئة من الإسرائيليين إن على إسرائيل أن ترد بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بينما عارض ذلك 40 في المئة. وقال 28 في المئة أنه لا رأي لهم.
ووصف شتاينتز الاتفاق الذي تم التوصل إليه بصعوبة بعد مفاوضات استمرت عدة سنوات بأنه مليء بالثغرات خاصة ما يتعلق بالتحقق من تنفيذه.
ومما يزعج اسرائيل أيضا أن ايران ستفتح أمامها الابواب للحصول على حوالي 100 مليار دولار من أصولها التي جمدت قبل التوقيع على الاتفاق. ومن المتوقع أن يستغرق هذا الامر ستة أشهر.
وقال شتاينيتز "من يعتقدون أن منح ايران 150 مليار دولار لن يكون له أثر على الشرق الاوسط من السذج. الأمر أشبه بسكب الوقود على الشرق الاوسط المشتعل."
وترجع مخاوف اسرائيل أيضا إلى دعم ايران لجماعات متشددة في المنطقة بما فيها حزب الله في لبنان ومناطق في سوريا وحركة حماس في غزة والحوثيون في اليمن.
ومن المعتقد أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية.
وسئل شتاينيتز عن الاسلحة الاضافية التي قد تطلبها اسرائيل من الولايات المتحدة فقال إن التعويض الوحيد هو الاتفاق على منع ايران من انتاج السلاح النووي.
وأضاف أن اسرائيل تحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسها وإنها ستفعل ذلك من جانب واحد إذا اقتضى الأمر.