تكريت (العراق) (رويترز) - تسببت اشتباكات بين مقاتلين من البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي التركمانية الشيعية في بلدة عراقية يوم الاثنين في قطع الطريق الرئيسي الواصل من بغداد إلى الشمال لليوم الثاني على التوالي وهددت بتقويض اتفاق هدنة توصل إليه قادة عسكريون يوم الأحد.
وأصبح العنف في بلدة طوزخورماتو الواقعة على بعد نحو 175 كيلومترا شمالي العاصمة يتكرر بين الجماعات المسلحة المتحالفة على مضض في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وذلك منذ طرد المتشددين من بلدات وقرى في المنطقة عام 2014.
وتوصل قادة من الجماعات الشيعية والبشمركة الكردية لاتفاق هدنة يوم الأحد لإنهاء القتال الذي أودى بحياة 12 شخصا من الجانبين لكن الاتفاق انهار قبل غروب شمس يوم الاثنين.
وقالت مصادر بالشرطة في البلدة إن المحال التجارية أغلقت أبوابها وخلت الشوارع من المارة. ولم ترد أي أنباء عن سقوط ضحايا من مستشفيات المنطقة ويرجح أن وراء هذا توخي الناس الحذر بسبب خطورة السفر على الطرق.
وقالت الشرطة إن قوات البشمركة قصفت أحياء شيعية تركمانية بينما شن مقاتلون شيعة هجمات بقذائف مورتر وعمليات قنص في مناطق يغلب على سكانها الأكراد. واشتعلت النيران في خمسة مبان بأحياء شيعية.
وقال أحد مقاتلي البشمركة في طوزخورماتو لرويترز إن قواته تلقت أوامر باحترام اتفاق الهدنة لكن سكانا أكراد مسلحين من أبناء البلدة هاجموا مواقع للشيعة التركمان.
وأضاف وقد سمع من حوله صوت إطلاق النيران "الآن يمكنك أن تسمع صوت القذائف الصاروخية."
وقالت المصادر الأمنية إن الاشتباكات بدأت يوم السبت الماضي حين ألقت جماعة شيعية قنبلة يدوية على منزل قائد كردي ورد الحراس بإطلاق قذائف صاروخية.
وتهدد التوترات في طوزخورماتو بمزيد من التفتت في العراق بينما يواجه صعوبات لاحتواء خطر الدولة الإسلامية التي تمثل أكبر تهديد أمني منذ أن أطاح الغزو الأمريكي بحكم صدام حسين عام 2003.
وتسبب التنافس العرقي والطائفي في تعقيد جهود طرد المتشددين بما في ذلك النزاع على أراض تطالب الحكومة التي يقودها الشيعة بالسيادة عليها لكن الأكراد يطالبون بها ضمن منطقتهم التي تحظى بالحكم الذاتي في شمال العراق.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)