لندن (رويترز) - أدى تصويت البريطانيين لصالح انسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي لحالة ارتباك بين الكثير من الأوروبيين الذين اتخذوا من بريطانيا موطنا لهم ويبلغ عددهم نحو ثلاثة ملايين وأثار التصويت أيضا تساؤلات عن مستقبلهم في البلاد.
وقالت إيلا فاين وهي بولندية تبلغ من العمر 31 عاما وتعمل رئيسة تنفيذية لجمعية خيرية في مجال الرعاية الصحية وتعيش في بريطانيا منذ تسع سنوات "أنا خائفة".
وأضافت "لا أخطط لأي تغييرات لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟... لا يمكنني فعل شيء. لا أعرف ما سيكون موقف الناس مثلي- إنها كارثة."
وكانت الهجرة قضية محورية في النقاش الذي دار قبل الاستفتاء مع قول المؤيدين لحملة "الخروج" إن ترك الاتحاد هو الوسيلة الوحيدة التي ستمكن بريطانيا من التحكم في عدد الوافدين الجدد إليها.
وعلى المواطنين القادمين من دول الاتحاد والمستقرين في بريطانيا وكذلك على البريطانيين الذين يعيشون في أوروبا الانتظار الآن لمعرفة ما سيحدث خلال عامين على الأقل ستستغرقها إجراءات الانسحاب الفعلية لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومن بين كل المواطنين من دول الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بريطانيا لم يسمح إلا للأيرلنديين بالتصويت في الاستفتاء مما أعطى الأوروبيين إحساسا بالعجز.
وقال كارلوس ارديد كاندل (32 عاما) وهو محلل بيانات من إسبانيا ويعيش في بريطانيا منذ 2001 "أشعر أني أجنبي أكثر الآن مما شعرت بالأمس... إنه مثل اكتشاف حقيقة ما يظنه أحدهم عنك عندما لم تكن متوقعا لذلك."
وسعى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لطمأنة العاملين في بلاده من دول الاتحاد الأوروبي بأن أوضاعهم لن تشهد تغييرا فوريا. لكن كلماته لم تهدئ من روع البعض الذين شعروا بالرفض.
وقال ألكيس فوليوتيس (36 عاما) وهو مهندس من اليونان عاش في بريطانيا منذ أكثر من خمس سنوات "(أشعر) بالارتباك والغضب والاشمئزاز... أشعر بالغثيان لأن مشروعا آمنت به طوال حياتي قد يبدأ في التحلل."
وصوتت لندن لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي وقال صادق خان رئيس بلدية العاصمة لنحو مليون أوروبي يعيشون فيها إن عليهم أن يستمروا في الشعور بأنهم مرحب بهم.
وقال "نقدر المساهمة الضخمة التي تقدمونها لمدينتنا ولن يتغير ذلك."
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)