بغداد (رويترز) - قال الجيش العراقي إن القوات الخاصة العراقية تدعمها طائرات أمريكية وسلاح الجو العراقي سيطرت على منطقتين في شرق الموصل يوم السبت بعد قتال عنيف دمرت خلاله عشر سيارات ملغومة نشرها تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف الجيش في بيان أن قوات المشاة والمدرعات تقدمت أيضا في حي مجاور ودمرت ثلاث قاذفات صواريخ وقتلت 30 متشددا.
وتقاتل القوات العراقية في داخل شرق الموصل منذ عشرة أيام في محاولة لتوسيع تمركزها في المدينة التي سيطر تنظيم الدولة الإسلامية عليها في منتصف 2014 وأعلن قائد التنظيم منها قيام "خلافة" في مناطق من العراق وسوريا المجاورة.
ويشارك في الحملة التي بدأت قبل ما يقرب من أربعة أسابيع لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية من أكبر مدينة خاضعة لسيطرتهم نحو 100 ألف مقاتل عراقي.
وواجهت القوات مقاومة شرسة من عدة آلاف من المتشددين الذين نشروا مئات السيارات الملغومة يقودها انتحاريون فضلا عن مجموعات قناصة ومقاتلين وفرق إطلاق صواريخ.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب إن قواته سيطرت بالكامل على منطقة العربجية وفي طريقها لتحرير منطقة القادسية الثانية.
وأضاف لقناة العراقية التلفزيونية أن قواته دمرت أكثر من عشر سيارات ملغومة وقتلت قناصة ومجموعات مسلحة. وقال إن عملية التطهير مستمرة متوقعا أن تتم السيطرة الكاملة على المنطقة في غضون ساعات.
وأوضح الساعدي أنه توجد 50 منطقة في النصف الشرقي من مدينة الموصل التي يقسمها نهر دجلة. وتشير تقارير للجيش إلى أن القوات سيطرت على أو اقتحمت ربع تلك المناطق فقط. وأكثر من مرة تفقد القوات ليلا السيطرة على مناطق سيطرت عليها ثم تبدأ معركة جديدة لاستعادتها.
ويستخدم تنظيم الدولة الإسلامية شبكة من الأنفاق حول المدينة ويختلط مسلحوها مع السكان البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة داخل المدينة مما يساعدهم على تنفيذ هجمات مفاجئة ونصب كمائن للقوات.
وقال الساعدي إن التحدي الأكبر الذي يواجه القوات أثناء تقدمها هو وجود مدنيين يستخدمهم التنظيم المتشدد دروعا بشرية.
وأشار إلى أنه بينما يوجد مقاتلو التنظيم على أسطح منازل توجد عائلات بداخلها وهو ما يعني ضرورة التعامل مع العناصر المسلحة دون إصابة المنازل أو العائلات.
وقال إنه في بعض الأحيان عندما تبدأ القوات في مساعدة سكان على مغادرة أحد المنازل يكون بينهم مسلحون يفتحون النار على القوات.
وقال الجيش إن قوات من فرقة المشاة الأولى والفرقة التاسعة المدرعة هاجمت متشددين في حي السلام جنوب شرق المدينة.
وتتقدم قوات الأمن والجيش على الجبهتين الجنوبية والشمالية على مقربة من المدينة بهدف فتح جبهات جديدة داخل الموصل وتكثيف الضغوط على التنظيم المتشدد.
وتضم القوات المهاجمة قوات الجيش العراقي والقوات الخاصة ووحدات من الشرطة الاتحادية. وخارج المدينة تسيطر قوات البشمركة الكردية على مناطق في الشمال الشرقي فيما تنتشر قوات الحشد الشعبي الشيعية إلى الغرب.
وتدعم ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة القوات العراقية باستخدام مقاتلات وطائرات هليكوبتر من طراز أباتشي في حين يرافق مستشارون عسكريون غربيون القوات على أطراف الموصل.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن 49 ألف شخص نزحوا حتى الآن بسبب الصراع في المدينة وهي أعقد عملية عسكرية خلال أكثر من عقد من الاضطرابات شهدها العراق منذ الغزو الذي أطاح بصدام حسين بقيادة الولايات المتحدة في 2003.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)