من روما بول
داكا (رويترز) - فرضت سفارات غربية في بنجلادش قيودا على تحركات دبلوماسييها وسط مخاوف من استهداف المزيد من الأجانب في البلاد بعد مقتل إيطالي يعمل في منظمة إغاثية بالرصاص في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وأغلق عدد من المدارس والنوادي الدولية أبوابها في داكا يوم الثلاثاء وسط تشديد الشرطة لإجراءات الأمن وإيقافها سائقي السيارات وفحصها أوراقهم في المناطق التي يرتادها الأجانب.
ولم تؤكد الشرطة تورط التنظيم المتشدد في الهجوم. وكانت الشرطة اعتقلت في العاصمة داكا هذا العام شخصين يشتبه بأنهما يجندان مقاتلين للتنظيم.
ومن النادر أن يتعرض الأجانب لهجمات في بنجلادش التي شهدت تنامي موجة عنف الإسلاميين خلال العام المنصرم مع مقتل أربعة مدونين انتقدوا التشدد الديني في هجمات بالأسلحة البيضاء بينهم مواطن أمريكي من أصول بنجلادشية.
وإذا تأكد قتل تنظيم الدولة الإسلامية لسيزاري ترافيلا (50 عاما) فسيكون هذا الهجوم هو الأول في بنجلادش للجماعة المتشددة التي تتمركز في العراق وسوريا.
وقال التنظيم في بيان ترجمه خبراء أمنيون أمريكيون لموقع سايت الذي يتابع بيانات الجماعات المتشددة على الانترنت إن "مجموعة أمنية" تعقبت تافيلا قبل إطلاق النار عليه من أسلحة مزودة بكاتم للصوت يوم الاثنين.
وكان تافيلا قد وصل إلى بنجلادش في مايو أيار وتولى إدارة مشروع للأمن الغذائي لصالح منظمة (آي. سي.سي.او) الهولندية للتنمية التي تدعمها كنائس مسيحية وهو يتمتع بأكثر من عشرين عاما من الخبرة في مجال التنمية الريفية معظمها في آسيا.
وقتل ثلاثة مسلحون على دراجة نارية تافيلا بالرصاص في الحي الدبلوماسي بداكا.
وقالت المنظمة الهولندية في بيان "كم أحزنتنا الأخبار المثيرة للصدمة."
وتوعد التنظيم المتشدد في بيانه بشن مزيد من الهجمات في بنجلادش مضيفا "نقول لرعايا التحالف الصليبي لن تأمنوا بالأمن في ديار المسلمين وإن أول الغيث قطرة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون."
وقالت السفارة الأمريكية إن دبلوماسييها تلقوا تعليمات بعدم الخروج ليلا بعد هجوم يوم الاثنين وحذرت من هجمات محتملة على المنشآت والمصالح والمواطنين الأمريكيين.
وأضافت في بيان صدر في وقت متأخر يوم الاثنين "في ضوء التهديد المتنامي يجب أن يفكر الأمريكيون في الحد من وجودهم في المناسبات التي قد يجتمع فيها الأجانب بينها تلك التي تقام في فنادق عالمية."
وأصدرت بريطانيا وأستراليا وكندا تعليمات لمسؤولي سفاراتها بتجنب المناسبات التي قد يتجمع فيها مواطنون غربيون وحذرت من هجمات محتملة "في أواخر سبتمبر".
وقال مخلص الرحمن القائم بأعمال المفتش العام للشرطة إن الدافع وراء إطلاق النار على تافيلا غير معروف.
وأضاف للصحفيين بعدما زار موقع الهجوم بحي جولشان الراقي الذي يضم عددا من السفارات "استنادا إلى خبرتنا يمكننا القول إنها جريمة قتل خطط لها مسبقا."
وقال مسؤول آخر في الشرطة يتولى التحقيق في الهجوم إن متعلقات تافيلا لم تمس مما يستبعد على ما يبدو دافع السرقة.
وفي الأسبوع الماضي أرجأ فريق الكريكيت الأسترالي سفره إلى بنجلادش بعد تحذيرات من تهديد أمني محتمل.