أستانة، 13 ديسمبر/كانون أول (إفي): على الرغم من انهيار سعر برميل النفط والعقوبات المفروضة على روسيا، لكن جمهورية كازاخستان، إحدى أكبر شركاء موسكو، تتخذ إجراءات للصمود في وجه العاصفة من خلال الاستمرار في مسار النمو الاقتصادي والتفاعل الدبلوماسي الدولي وتشجيع التسامح الديني والتبادل الثقافي.
أكد ذلك رئيس البلاد، نور سلطان نزارباييف في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الكازاحية "kazinform" التي تحدث خلاها عن مستقبل "مشرق" لبلاده في سياق الصعوبات الكبرى على الساحة العالمية.
وأعلن نزارباييف بالفعل هذا العام أن البلد الواقعة بآسيا الوسطى، سيتعين عليها اتخاذ أموال من احتياطاتها النفطية لتمويل برنامج بمليارات الدولارات لضمان النمو الاقتصادي المحلي في زمن صعب.
ويشمل هذا البرنامج للتنمية الذي يستمر خلال السنوات الثلاث المقبلة وسيكلف الكازاخيون ثلاثة مليارات دولار، تحسين البنية التحتية للنقل عبر السكك الحديدية والجوية والبرية، بهدف زيادة التنافسية وخلق فرص عمل.
ويتضمن المشروع أيضا سلسلة من المبادرات لشبكة أمان اجتماعي، لكن الهدف الرئيسي منها هو تحقيق نمو مستدام.
وأوضح الرئيس أن "خطوط السكك الحديدية ستنعش اقتصاد عدة مناطق، وستوفر للناس إمكانيات للعثور على عمل لائق، ومع الوقت سيظهر سكان جدد، والأشخاص سيستوطنون" وسيسكنون مناطق ظلت غير مأهولة نسبيا عندما تم استنفاد بعض مناجم البلاد الغنية بالمعادن وبخاصة الفحم.
وفيما يتعلق بموضوعات أخرى بعيدا عن السوق الداخلي الكازاخي، وصف نزارباييف العقوبات المفروضة على روسيا نتيجة الازمة الأوكرانية، كسلاح ذو حدين، معتبرا أن الضغط اقتصاديا على أحد شركاء كازاخستان في المجموعة الاقتصادية الاوروآسيوية لا يعني فقط الضغط على الروس، ولكن على الكازاخيين أيضا، ولكنه أبرز ما يترتب على ذلك من فتح فرص جديدة في العملاق الاورواسيوي.
وقال "ربما بعض المصانع لا يمكنها العمل بقدرتها الكاملة. هذا يعني، انها لن تكون قادرة على شراء موادنا الأولية بالكميات السابقة.. من جانب آخر، روسيا تأخذ العقوبات بشكل متبادل، وتحظر استيراد بعض المنتجات الغذائية من الغرب إلى أراضيها. وفيما يتعلق بهذا، لدينا إمكانية لزيادة صادراتنا من المنتجات الغذائية إلى روسيا بما في ذلك الثمار والفاكهة واللحوم.. إلخ. علينا الاستفادة من ذلك وإنتاج كميات إضافية من الأغذية لروسيا. مزارعونا يمكنهم الحصول على فوائد، من خلال توفير الخضروات والالبان واللحوم ومنتجات اخرى".
ويبدو أن كازاخستان على استعداد لتجاوز التكتل التجاري الذي تتحرك فيه حاليا، وتوجه أنظارها إلى منظمة التجارة العالمية. وتأمل مع دخولها إلى زيادة الاتصالات وتحسين العلاقات مع اقتصاديات قوية مثل الاتحاد الاوروبي، على الرغم من القلق الاولي حول المجموعة الاقتصادية الاوروآسيوية الذي نظر إليه كثيرون على أنه محاولة روسية لإعادة إحياء الاتحاد الأوروبي السابق.
وقال الرئيس "كل الأحاديث حول عيوب مشاركة كازاخستان في المجموعة الأوروآسيوية هي أدلة على الهُواة"، مضيفا أن "كل الدول المشاركة لها أصوات متساوية، وكل شيء يتقرر بالاتفاق. كما أن كازاخستان يمكنها الخروج دائما من هذه المجموعة إذا كان هناك تهديد لاستقلالها. بشكل عام هذا الاتحاد له الكثير من المزايا، وبالتالي ليس هناك أي تعليق يدعو للتشاؤم".
وجدد الرئيس في المقابلة تأكيده على دعمه لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي وطالب بحل سلمي للازمة في أوكرانيا.
يذكر أن نحو 60% من شعب كازاخستان يعتنقون الإسلام ويتبعون تفسير معتدل ومتسامح له، وقال الرئيس إن "هناك حركات دينية يمكنها ان تسبب لنا ضررا. علينا أن نظل بعيدين عنها وأن نتمسك بمبادئ الدين".(إفي)