من كريس أرسينو
روما (رويترز) - قال مسؤول بالأمم المتحدة يوم الجمعة إن التوترات تتزايد في جنوب السودان مع هجرة الرعاة إلى أراضي تشغلها مجتمعات زراعية مما يزكي سلسلة جديدة من الصراعات في الدولة التي مزقتها الحرب ويهدد إمدادات الغذاء.
وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان سو لوتزيه إن أحدث دولة في العالم تشهد اقتتالا متزايدا في المناطق التي كانت تنعم بدرجة كبيرة من السلام بسبب التغيرات في أنماط الهجرة بسبب الهجرة.
واندلع القتال في جنوب السودان في ديسمبر كانون الأول عام 2013 بعد عامين من إعلان استقلالها عن السودان.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب الأهلية حصدت أكثر من عشرة آلاف قتيل مما دفع أكثر من مليون شخص إلى الفرار ودفع الدولة التي يسكنها 11 مليون شخص إلى المجاعة.
وقال لوتزيه عبر الهاتف من جوبا عاصمة جنوب السودان "نرى الرعاة يتحركون في المناطق الزراعية حاملين معهم أسلحة آلية... نستطيع أن نشعر بالضغط يتزايد."
ولم تستطع الأمم المتحدة تقديم الأعداد الذين قتلوا في أعمال العنف التي وقعت مؤخرا مع إندلاع القتال في أماكن يتعذر الوصول إليها.
وأدى التحرك المتزايد للماشية إلى انتشار أمراض من بينها حمى الساحل الشرقي والحمى القلاعية وداء المثقبيات إلى مناطق لم تتأثر من قبل مما يضر بالرعي وهي مصدر رئيسي لمعيشة كثير من السكان.
وقال لوتزيه إن انتشار الأمراض الناجم عن الهجرات غير العادية للماشية بسبب الحرب والضغوط البيئية يشكل "حالة طوارئ صامتة".
وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن الزراعة تراجعت بنسبة تصل إلى 40 في المئة بسبب انعدام الأمن في بعض المناطق مثل رينك كاونتي في منطقة أعالي النيل في شمال شرق البلاد مما رفع أسعار الحاصلات الأساسية بمعدلات تصل إلى 400 بالمئة.
وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إنها بدأت في تقديم مساعدات غذائية لجنوب السودان عن طريق نهر النيل لأمر مرة منذ استقلاله عن السودان في عام 2011 محذرة من أن البلاد قد تواجه "مجاعة".
وواجهت جماعات المعونة صعوبات في الوصول إلى الكثير من المناطق بسبب القتال ونقص الطرق الممهدة التي يتعذر المرور فيها في موسم الأمطار.
وقال لوتزيه إن قوات الأمن الحكومية مشغولة بالصراع السياسي بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار. وعليه فإن القوات لا تحافظ على السلام في التجمعات الريفية.
وأضاف "عادة ما تحد قوات الأمن من الصراعات بين الرعاة والمزارعين وبين جماعات الرعاة المختلفة... نتوقع أن تحتدم الصراعات."
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير- أحمد صبحي خليفة)