بغداد (رويترز) - أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الجمعة باجراء اصلاحات شاملة في السلطة القضائية بعد ان قال المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني وهو أكثر رجال الدين نفوذا في البلاد ان ذلك يمثل الاولوية القصوى في حملة جديدة ضد الفساد.
وكان البرلمان قد وافق بالاجماع على خطة إصلاح شاملة هذا الأسبوع اقترحها العبادي في أكبر تغيير شامل في نظام الحكم في البلاد منذ الاحتلال الأمريكي في الفترة من 2003 إلى 2011.
ومنح السيستاني لرئيس الوزراء دعما مهما في جهود الاصلاح بعد موجة غضب عارمة من انقطاع الكهرباء وسوء الإدارة في الخدمات الاخرى التي امتدت الى شوارع بغداد ومدن في جنوب العراق.
ويقول منتقدون إن النظام الحالي شجع على تفشي الكسب غير المشروع وحرم العراقيين من الخدمات الأساسية وقوض قوات الأمن في المعركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من البلاد.
وتلغي مبادرة العبادي مجموعة كبيرة من المناصب الحكومية وتتيح التخلص من نظام الحصص الطائفية والحزبية في توزيع المناصب الرسمية وتعيد فتح تحقيقات الفساد وتمنح العبادي سلطة إقالة قيادات في الأقاليم والمحافظات.
وفي أول تعليقات عامة منذ إعلان الإجراءات وصف السيستاني الإصلاح القضائي بأنه أحد أهم مظاهر عملية الإصلاح.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي المتحدث باسم السيستاني في خطبة الجمعة "ولا يمكن ان يتم الاصلاح الحقيقي من دونه. إن الفساد وإن استشرى حتى في القضاء إلا أن من المؤكد وجود عدد غير قليل من القضاة الشرفاء الذين لم تلوث أيديهم بالرشوة ولا تأخذهم بالحق لومة لائم."
*الحاجة "لاجراءات جذرية"
وبعد ساعات من خطبة الجمعة أبلغ العبادي السلطة القضائية باتخاذ اجراءات جذرية لضمان مكانة واستقلال الهيئة القضائية وتمكينها من محاربة الفساد وتكريس مبدأ العدالة بين المواطنين.
ولم تتضمن الرسالة التي نشرت على تويتر تفاصيل بشأن تلك الاجراءات.
ويدعو جزء من حملة العبادي إلى تشكيل لجنة من القضاة المشهود لهم بالنزاهة لإجراء تحقيقات ومقاضاة المسؤولين الفاسدين الذين اتهمهم بالتآمر بهدف التخريب للحفاظ على امتيازاتهم.
وشمل نظام الحكم الذي اقيم في ظل الاحتلال الأمريكي العديد من تداخل الوظائف العليا وجرى الاحتفاظ بكثير منها لتقسم على أسس عرقية بين الأغلبية الشيعية في العراق والأقلية السنية والأكراد.
وكان الهدف هو الحد من الفتنة عن طريق الحفاظ على حكومة تضم كل الاطياف. لكن العبادي وهو شيعي اشتكى من أن ذلك شجع على الحزبية العرقية والطائفية ليسود الفساد وعدم الكفاءة مما جعل من المستحيل تقريبا حكم العراق.
واتهم منتقدون العبادي بمحاولة جمع الكثير من السلطات في يديه وهو الأمر الذي ينفيه.
وقال العبادي في منتدى الشباب العراقي يوم الخميس "نحن لا نريد أن نعيد (نصيغ) نظاما سياسيا فيه القائد بالضرورة واحد. والباقي صفر على الشمال (غير مهمين)" في إشارة إلى صدام حسين الذي اطاح به الغزو الأمريكي في 2003.
وأضاف العبادي "هذا خطأ وهذه عودة للدكتاتورية لا نريدها. لا أسعى لها ولن أقبل بها."
ودعا السيستاني أيضا لإصلاح الأجهزة الأمنية في أعقاب تفجير ضخم في حي شيعي في بغداد يوم الخميس أعلن المسؤولية عنه تنظيم الدولة الإسلامية كما دعا إلى الحد من التفاوت الكبير في رواتب موظفي القطاع العام.
وقال الكربلائي "ليس من المقبول أن يحظى بعض كبار المسؤولين برواتب تبلغ عشرات الملايين شهريا في حين لا تبلغ الرواتب الشهرية لكثير من الموظفين ثلاثمائة ألف دينار."