من مايكل هولدن
لندن (رويترز) - أوردت وسائل إعلام البريطانية أن المقاتل المتشدد الذي ظهر في تسجيل مصور يوثق مقتل خمسة أشخاص اتهمهم تنظيم الدولة الإسلامية بأنهم جواسيس للغرب ربما كان أحد سكان لندن ويعرف باسم "سيد" وكان يبيع في مرحلة ما من حياته بيوتا تستخدم في الملاهي للعب أطفال.
وتعرفت وسائل الإعلام على سيدارتا دار المتحدث باسم التنظيم الذي ظهر في التسجيل المصور الأخير الذي نشرته الدولة الإسلامية مشيرة إلى أنّه غادر بريطانيا متوجها إلى سوريا بينما كان حرا بكفالة إثر اعتقاله للاشتباه بعضويته في جماعة محظورة وتشجيع الإرهاب.
ويظهر في التسجيل أيضا طفل يرتدي رباط رأس أسود وملابس عسكرية وهو يهدد بالانجليزية "بقتل الكفرة هناك."
وتعرف صانداي دير وهو أحد سكان لندن من أصل نيجيري على الطفل بأنه حفيده عيسى البالغ من العمر أربعة أعوام.
وقال دير لوسائل الإعلام البريطانية إن ابنته التي نشأت في بيئة مسيحية متدينة كانت تحمل اسم جريس قبل أن تعتنق الإسلام وتغير اسمها إلى خديجة ثم تصطحب ابنها عيسى المولود في لندن معها إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعاد التسجيل المصور إلى الذاكرة جون الجهادي وهو عضو بريطاني في الدولة الإسلامية ظهر في عدد من التسجيلات المصورة التي قتل فيها رهائن قبل أن يُقتل هو نفسه كما يُعتقد في غارة في العام الماضي.
ودار يعرف بلقب "أبو رميثة" وهو أحد أهم المقاتلين البريطانيين في التنظيم وأحد مساعدي أنجم شوداري الداعية الإسلامي الأشهر في بريطانيا الذي يُتوقع أن تبدأ محاكمته في الأسبوع المقبل بتهم تتعلق بالإرهاب.
وكان دار يدين بالهندوسية قبل أن يعتنق الإسلام وغالبا ما تواجد في تظاهرات نظمتها جماعة "المهاجرون" التي حظرت لاحقا وكان يتكلم عبر الإعلام دعما للقضايا الإسلامية المتطرفة.
ومنذ مغادرته بريطانيا سُلط الضوء بصورة أكبر على دار الذي كان ينشر التسجيلات المصورة على الإنترنت تشجيعا للحياة في كنف الدولة الإسلامية.
"حياة ظالمة"
بدورها كانت خديجة دير من أهم المروجين للتنظيم الإسلامي وكانت تنشر صورا لها على وسائل التواصل الاجتماعي مع طفلها وهما يصوبان المسدسات نحو الكاميرا.
ويعتقد أن دير تطرفت عبر اتصالها بأشخاص عبر الانترنت وغادرت لندن إلى سوريا عام 2012 مع عيسى الذي كان في ذلك الحين رضيعا. وبعد أن شقت طريقها إلى المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية تزوجت من جهادي من أصل سويدي يطلق على نفسه اسم أبو بكر ويُعتقد أنه قد قُتل.
وظهر الثنائي معا في تسجيل مصور في سوريا عام 2013 وهما يتبادلان المزاح عمن يملك رشاش من نوع "ايه.كي 47" أفضل من الثاني.
كما قدّم سيل من التسجيلات المصورة لدار فكرة عن نظرته إلى العالم.
وفي تسجيل له بحسابه على موقع "يوتيوب" اسمه "جمال الشريعة والخلافة" قال "لقد نشأت في الغرب وعشت طوال حياتي في المملكة المتحدة وشهدت ما يمكن للديمقراطية أن توفره وبصراحة تامة كانت ظالمة تماما."
وقالت شقيقته كونيكا لوسائل الإعلام البريطانية إن الرجل في الفيديو يبدو تمام مثل شقيقها مكررة آراء آخرين كانوا يعرفونه جيدا. لكن لم تتمكن كونيكا أو الخبراء الأمنيين من تأكيد شخصيته بشكل حاسم.
ويحلل مسؤولون في المخابرات البريطانية الفيلم وقال مصدر أمني إنهم لم يصلوا بعد إلى استنتاج بشأن هوية الرجل.
وقال المسؤولون البريطانيون إن ما يصل إلى 800 بريطاني سافروا إلى العراق وسوريا بعضهم للانضمام إلى التنظيم كما عاد نصفهم إلى الوطن في حين يعتقد أن 70 منهم قد قتلوا.
وفي التسجيل المصور الذي نشر يوم الأحد ومدته عشر دقائق يهدد الرجل الملثم الذي يتكلم بلهجة بريطانية واضحة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل إطلاق النار على أحد الجواسيس المزعومين في الرأس.
وقال روب ليش الذي تعرف على دار بينما كان يعد فيلما وثائقيا عن أخيه غير الشقيق الذي سُجن بتهم تتعلق بالإرهاب عام 2013. وأشار إلى ان المقاتل الذي ظهر في التسجيل يبدو بهيئته وصوته كأنه دار الذي وصفه بأنه لم يبد إطلاقا كشخص عنيف بل كان ودودا دوما.
وذكرت الصحف البريطانية أن دار كان يبيع البيوت المطاطية القابلة للنفخ المخصصة للأطفال ومن عشاق نادي أرسنال لكرة القدم وفرقة نيرفانا لموسيقى الروك.
وفي أحد التسجيلات المصورة على حسابه على يوتيوب ينأى دار بنفسه إلى حد ما عن مقتل البريطانيين والأمريكيين الذين ذبحهم جون الجهادي.
وقال دار "لا أريد أن أرى جيمس فولي أو ستيفن سوتلوف أو ديفيد هاينز آخرين ولكن للأسف نظرا للطريقة التي يتعامل بها الأوروبيون والغرب في الأمور وسياساتهم مثل شن الغارات والتدخل في الخلافة لا أرى نهاية لهذا الأمر."