من توم بيري
بيروت (رويترز) - قال التجمع الرئيسي للمعارضة السورية إنه لم يوافق حتى الآن على خطة أمريكية روسية لوقف القتال في سوريا بحلول السبت المقبل مؤكدا شكوك فصائله من اتفاق يخشون ألا ينجح في منع روسيا من قصفها جوا.
وأمام المقاتلين حتى ظهر الجمعة (الساعة 1000 بتوقيت جرينتش) لإعلان موافقته على "وقف الأعمال القتالية" ثم وقف القتال بحلول منتصف ليل السبت. ولا يشمل الاتفاق تنظيم الدولة الإسلامية ولا جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا المتغلغل في مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وتأمل الأمم المتحدة أن يوفر اتفاق وقف الأعمال القتالية مساحة لاستئناف مباحثات السلام السورية.
وانهارت آخر جولات المباحثات في جنيف في أوائل الشهر الجاري دونما تقدم يذكر بعدما شنت القوات الحكومية السورية هجوما على مدينة حلب بدعم جوي روسي حيث تردد وقوع معارك أخرى يوم الأربعاء.
ويوم الاثنين الماضي قالت الهيئة العليا للتفاوض التي تضم فصائل سياسية ومسلحة معارضة للرئيس السوري بشار الأسد إنها أعطت موافقتها على المساعي الدولية لوقف الأعمال القتالية.
لكن محمد علوش كبير المفاوضين في الهيئة العليا للتفاوض قال يوم الأربعاء إن الهيئة لم تقرر حتى الآن الالتزام بالاتفاق.
وأضاف علوش في مقابلة مع محطة أورينت التلفزيونية المؤيدة للمعارضة إنه لم تكن هناك مشاورات مع السوريين وتساءل عما إذا كانت جميع الملاحظات والإضافات والتعديلات التي طلبها السوريون سيتم وضعها في الاعتبار.
وتخشى المعارضة أن تواصل القوات الحكومية مدعومة من سلاح الجو الروسي الهجمات عليها بذريعة استهداف جبهة النصرة.
وتساءل علوش الذي يتزعم المكتب السياسي لجماعة جيش الإسلام المعارضة قائلا كيف يمكن لروسيا أن تقدم ضمانات وهي طرف في المشكلة.
وقبلت الحكومة السورية التي تعزز موقفها بتدخل روسيا عسكريا في نهاية سبتمبر أيلول الماضي اتفاق وقف الأعمال القتالية يوم الاثنين.
وقال الكرملين والرئاسة السورية يوم الأربعاء إن الأسد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد حكومته للمساعدة في تطبيق الاتفاق.
وأكد بوتين والأسد خلال اتصال هاتفي على أهمية استمرار محاربة تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتشددة.
*دبلوماسية الهاتف
انخرط بوتين في جولة مكثفة من دبلوماسية الهاتف حيث تحدث مع الأسد والعاهل السعودي والرئيس الإيراني ورئيس الوزراء الإسرائيلي. ووصف الكرملين هذه الاتصالات الهاتفية بمحاولة تفسير محتوى اتفاقية وقف إطلاق النار التي تمت بوساطة أمريكية روسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها خفضت بدرجة كبيرة كثافة ضرباتها الجوية في سوريا على مدار اليومين الماضيين في مناطق أعربت فيها جماعات مسلحة عن استعدادها المشاركة في وقف إطلاق النار.
وقالت وسائل إعلام حكومية روسية إن توسط روسيا في اتفاقية وقف إطلاق النار هو مؤشر على أهمية موسكو على الساحة الدولية وإنها نجحت في تحدي الجهود التي قادتها الولايات المتحدة لعزلها بسبب الأزمة الأوكرانية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه يخشى ألا تحقق خطة وقف إطلاق النار شيئا سوى مساعدة الأسد.
وتنامى إحباط تركيا تجاه رد الفعل العالمي على الحرب السورية المستمرة منذ خمسة أعوام وأغضبها التدخل الروسي الذي رجح ميزان القوة لصالح الأسد عدو أنقرة اللدود وأيضا الدعم الأمريكي للميليشيات الكردية التي تراها قوة مسلحة معادية.
وقال إردوغان في كلمة بثها التلفزيون "إذا كان هذا اتفاقا لوقف إطلاق النار تحت سيطرة روسيا التي تهاجم المعارضة المعتدلة بشراسة وتتحالف مع الأسد تحت ذريعة قتال الدولة الإسلامية فنحن نخشى ألا تتوقف النيران التي تنهال على الأبرياء أبدا."
ووصلت العلاقات مع موسكو إلى أدنى مستوياتها بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود السورية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي في حين تمر علاقات أنقرة مع واشنطن بأكثر فتراتها توترا منذ أعوام.
ونشبت معارك عنيفة بين الجيش السوري والدولة الإسلامية اليوم بالقرب من حلب حيث قطع هجوم للتنظيم المتشدد الطريق الرئيسي المتجه للمدينة.
ونفى مصدر عسكري في الحكومة صحة تقارير تحدثت عن سقوط بلدة خناصر في قبضة الدولة الإسلامية على الرغم من أن مقاتليها يطلقون النار على المدينة من مواقع قريبة.
وصعدت الدولة الإسلامية هجماتها على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. ونفذ انتحاريوها بعضا من أعنف هجماتهم منذ بداية الحرب السورية يوم الأحد في دمشق وحمص مما أسفر عن مقتل نحو 200 شخص.
كما هاجم التنظيم أيضا القوات الحكومية بالقرب من تدمر يوم الاربعاء.
وقال المصدر العسكري إن هذه الهجمات تبدو خطوة استباقية لأن المتشددين يتوقعون المزيد من الضغط من الجيش السوري قريبا.
(إعداد سامح البرديسي ومروة سلام للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)