من أحمد أبو العينين
القاهرة (رويترز) - قالت رئاسة الجمهورية في مصر يوم الأربعاء إن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول زعيم دولي يجري اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتهنئته.. في حين رحب كثير من المصريين بفوز ترامب وتجاهلوا تصريحاته المناهضة للمسلمين.
وعبر السيسي -الذي عقد اجتماعا وديا مع ترامب خلال زيارة لنيويورك في سبتمبر أيلول- عن أمله في أن يؤدي انتخاب ترامب وهو أحد أقطاب رجال الأعمال إلى "ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية".
وقالت الرئاسة في بيان: "أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن خالص تقديره لاتصال السيد الرئيس مشيرا إلى أنه أول اتصال دولي يتلقاه للتهنئة بفوزه في الانتخابات.
وأضافت: "عبر الرئيس ترامب عن تطلعه للقاء السيد الرئيس قريبا."
وتتلقى مصر مساعدات من الولايات المتحدة قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا.
ودون الالتفات إلى تصريحات ترامب المعادية للمسلمين رحب الكثير من المصريين بفوزه وقالوا إن الفترة التي قضتها منافسته هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية لم تبق لها سوى عدد محدود من الأصدقاء في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.
وقال هاني نصر وهو محاسب يبلغ من العمر 56 عاما "نحن هنا في مصر نحب ترامب وليس هيلاري. هيلاري هذه عدوة الشرق الأوسط ونحن كنا متخوفين من وجودها. لكن ترامب علاقته جيدة بنا ويبعث فينا الطمأنينة وكنا نتمنى فوزه."
وردا على سؤال حول رأيه في تصريحات ترامب المعادية للمسلمين خلال الحملة الانتخابية قال "هذا مجرد كلام يقال في الانتخابات ولن يطبق على أرض الواقع."
كان ترامب قد دعا أثناء الحملة الانتخابية لفرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة بعد حادث إطلاق نار ارتكبه اثنان من المسلمين أدى إلى مقتل عدد من الأمريكيين.
ولاقت تصريحات ترامب انتقادات لاذعة من الأمريكيين المسلمين الذين قالوا إن موقفه أشعل أجواء ربما يشعر الناس فيها أنهم قد يتعرضون للتمييز أو حتى لهجمات.
لكن لا تحظى كلينتون التي كانت وزيرة للخارجية إبان انتفاضات الربيع العربي عام 2011 بشعبية لدى كثير من المصريين. ويعتبرها كثير من مؤيدي الانتفاضة داعمة قديمة لحسني مبارك الذي أطيح به من السلطة.
ويعتبرها مؤيدو الرئيس السيسي أيضا متعاطفة بقدر كبير جدا مع جماعة الإخوان المسلمين التي فاز أحد قياداتها بأول انتخابات رئاسية حرة بعد الانتفاضة. وأعلن السيسي حين كان وزيرا للدفاع عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
ولمصر علاقات قوية مع الولايات المتحدة لكن العلاقات شابها فتور تحت حكم السيسي إذ لم تشعر واشنطن في بادئ الأمر بالارتياح لإطاحته بحكم الإخوان المسلمين.
وفي انتخابات "استطلاعية" جرت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة حصل ترامب على 42 في المئة من الأصوات البالغ عددها 153 صوتا.
وقال علي نبيل وهو طالب (20 عاما) "كنت أعتزم الهجرة لكن انتخاب الشعب الأمريكي لترامب سيؤثر على قراري. ترامب عنصري .. إنه يكره المسلمين."
وبدا مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر منقسمين حول النتائج وأبدى النشطاء السياسيون والشبان اهتماما أكبر من غيرهم بفوز ترامب.
وقال المحامي والناشط محمود عفيفي على تويتر "نجاح هيلاري لم يكن طوق النجاة لأحد، ولكن نجاح ترامب اثبت أن خطاب العنصرية والكراهية والتطرف أصبح مقبولًا فى المجتمعات الأكثر ثقافة ووعيا وديمقراطية."
وسخر بعض المصريين من النتيجة وقالوا إنهم يتوقعون طوفان من المهاجرين الأمريكيين بعد الانتخابات التي اتسمت بالاستقطاب.
وقال المحامي الحقوقي جمال عيد "عندنا في مصر حوالي سبعة ملايين شقة فاضية (خاوية) يصلحوا للاجئين الأمريكيين."
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)