💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

تحقيق-مسؤولون أفغان: قوات طالبان الخاصة تقود هجوم هلمند

تم النشر 14/08/2016, 23:03
© Reuters. تحقيق-مسؤولون أفغان: قوات طالبان الخاصة تقود هجوم هلمند

من حميد شاليزي

جاه أنجير (أفغانستان) (رويترز) - قبل بضعة أيام كانت هذه القرية بأكواخها الطينية الواقعة في جنوب أفغانستان ساحة لمعركة طاحنة.

تمكنت قوات الأمن الأفغانية من صد هجمات مقاتلي طالبان الذين زحفوا صوب جاه أنجير التي تبعد عشرة كيلومترات فقط عن لشكركاه عاصمة إقليم هلمند. لكن مدارس القرية ما زالت مغلقة وكثيرا من سكانها الفارين يخشون العودة إليها.

وتعتبر هلمند -أحد معاقل طالبان وقلب تجارة المخدرات المربحة- هدفا استراتيجيا للمقاتلين الذين يرون أن الاستيلاء على عاصمة الإقليم نصر معنوي كبير لهم.

وتحدث جنود شاركوا في صد الهجوم الأخير عن المعركة بين مقاتلي طالبان الذين ظهروا في صورة قوات منظمة جيدة التدريب والقوات الخاصة الأفغانية المدعومة بضربات جوية أمريكية.

وقال سيد مراد أحد قادة القوات الخاصة "إن طالبان لديها وحدات مسلحة بأسلحة ثقيلة وترتدي زيا (عسكريا) موحدا .. ولديها أسلحة حديثة (ومزودة بتقنية) الرؤية الليلية."

وعلى مدى أكثر من عقد من التدخل الدولي كان إقليم هلمند أكثر الأقاليم التي شهدت سقوط قتلى من القوات الأجنبية حيث قتل فيه ما يقرب من ألف جندي أجنبي.

ويواصل مقاتلو طالبان هجماتهم حول لشكركاه. لكن التعزيزات الأفغانية والضربات الجوية الأمريكية كان لها الفضل في منع هزيمة المدافعين عن المدينة.

وتسعى طالبان لجعل لشكركاه ثاني عاصمة إقليمية تستولي عليها منذ الإطاحة بحكمها في حملة قادتها الولايات المتحدة عام 2001. وسيطر المسلحون لفترة وجيزة على مدينة قندوز الشمالية في أكتوبر تشرين الأول الماضي قبل أن تطردهم منها القوات الأفغانية بدعم أمريكي.

وقال نائب وزير الداخلية الجنرال عبد الرحمن رحمن "إن هلمند إقليم استراتيجي بالنسبة لطالبان ولذا فإن مقاتلي الحركة مصممون على مواصلة الزحف."

وقال مراد إنه من أجل الوصول إلى ذلك الهدف نشرت طالبان "وحدة حمراء" متخصصة قيل إنها مجهزة بأسلحة متقدمة مزودة بأجهزة رؤية ليلية وصواريخ ورشاشات ثقيلة وبنادق أمريكية الصنع.

وقال البريجادير تشارلز كليفلاند المتحدث باسم الجيش الأمريكي إنه ربما شاهدت القوات الأفغانية المقاتلة في الصفوف الأولى قوات طالبان وهي تستخدم ببراعة تقنية الرؤية الليلية لكن التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي "لم يجد أي دليل" على هذه القدرة.

وأضاف "كثيرا ما تنشر طالبان معلومات خاطئة وتضخم من قدراتها في مسعى لتخويف الأفغان."

* خوف دائم

وفي وسط لشكركاه فتحت معظم الشركات أبوابها كالمعتاد يوم الجمعة لكن السكان وآلاف اللاجئين الذين نزحوا بسبب القتال عبروا عن خوفهم الدائم بسبب نشاط طالبان على مقربة من المدينة.

وقال عبد الباري وهو أحد سكان منطقة ناد علي "هربت من بيتي وتركت خلفي كل شيء .. سئمنا من هذا الوضع ومن الأفضل أن نموت يوما بدلا من أن نموت كل يوم."

وحققت قوات طالبان مكاسب كبيرة في أنحاء إقليم هلمند العام الماضي وأجبرت القوات الحكومية على ترك بعض القواعد ونقاط التفتيش في محاولة لتعزيز دفاعاتها.

واتهم حاكم الإقليم حياة الله حياة المقاتلين بزرع عبوات ناسفة بصورة عشوائية واستخدام السكان كدروع بشرية.

وقال "أطمئن الناس في هلمند بأنهم (طالبان) لن يقدروا على اجتياح مناطقنا ناهيك عن الاستيلاء على لشكركاه."

وربما تمنح مثل هذه التطمينات بعض الراحة للسكان الذين أنهكهم الصراع المتواصل.

وقال آخر يدعى عبد الخالق "نفضل أن نعيش في ظل هذه الحكومة وليس طالبان لكن قطعا ليس في مثل هذا الوضع الحالي."

ويلقي المسؤولون باللائمة في تأجيج الصراع على عناصر نشطة على طول الحدود في باكستان تدعم مقاتلي طالبان بأفضل الأسلحة.

وقال مسؤول حكومي كبير في لشكركاه إن هؤلاء ليسوا من مقاتلي طالبان العاديين الذي يحمل كل منهم بندقية كلاشنيكوف بل هم أكثر تدريبا وأفضل عتادا.

واستمرار العنف يعني أن هلمند ستظل نقطة ضغط بالنسبة للقوات الحكومية المنتشرة على نطاق واسع والقوات الدولية المساندة لها.

ويتخذ مئات المستشارين العسكريين الدوليين من قواعد في هلمند مقرا لهم. وشنت الطائرات الأمريكية خلال الأسبوعين الأخيرين ما لا يقل عن عشرين ضربة جوية.

وحتى إذا استمر الهدوء المؤقت للقتال حول العاصمة يشك المدنيون في قدرة الحكومة على التوصل إلى سلام في وقت قريب.

© Reuters. تحقيق-مسؤولون أفغان: قوات طالبان الخاصة تقود هجوم هلمند

وقال صاحب أحد المتاجر "سواء تخلصت الحكومة من طالبان أو جعلتهم يحكمون .. ما زلنا نكتوي بهذه النار منذ أعوام ولا نعلم أي وضع أسوأ من ذلك."

(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.