تحقيق-من أجل نوط الشجاعة تحاول عبور المحيط الهادي وحدها تجديفا

من ستيف جينسبرج

(رويترز) - رقدت سونيا بومستاين في فراشها في ليلة جافاها فيها النوم وبكت في صمت وهي تفكر في مغامرتها القادمة لعبور المحيط الهادي وحدها في زورق تجديف.

قالت بومستاين (30 عاما) عن ملحمتها التي تقطع فيها مسافة طولها 9600 كيلومتر "كنت أفكر فقط في أنني سأترك كل ما أحب لفترة طويلة فعلا ولا أعرف ما هي العواقب."

خاضت بومستاين وهي من ولاية واشنطن الامريكية اختبارات تحمل من قبل لكن رحلتها من اليابان الى سان فرانسيسكو التي من المنتظر ان تبدأها بعد أيام في 18 مايو ايار تقريبا هي أصعب تحد حتى الان.

فالرحلة التي تستغرق ما بين أربعة وستة أشهر هي انجاز لم تحققه امرأة قط.

ووفقا لسجلات جمعية التجديف في المحيطات هناك 16 محاولة من هذا النوع ولم ينجح في اكمال الرحلة سوى رجلين هما الفرنسيان جيرار دابوفيل عام 1991 وإمانويل كوندر عام 2005.

ويقول اندرو كال مدير الرحلة "بعد مغادرتها اليابان لن ترى انسانا إلى أن تصل سان فرانسيسكو. إلا إذا وقفت سفينة صيد إلى جوارها لتلقي التحية في وسط المحيط."

ستنطلق بومستاين بقاربها وطوله سبعة أمتار محملا بما يصل الى 544 كيلوجراما من الاطعمة المجففة المجمدة ومكملات غذائية سائلة غنية بالكربوهيدرات وكمية من زيت الزيتون تنوي المغامرة الاستفادة منه على أمل الا تفقد الكثير من وزنها.

وسيكون على الزورق المصنوع من الالياف الزجاجية ويزن 300 كيلوجرام فقط جهاز لتحلية مياه البحر حتى تصبح صالحة للشرب.

كانت جامعة ويسكونسن-ماديسون قد اختارت بومستاين في فريق التجديف قبل ان يقضي حادث سيارة على مستقبلها الرياضي وهي تتوقع ان تحرق في اليوم الواحد عشرة الاف سعر حراري وحرصت استعدادا لهذه الرحلة ان تزيد وزنها 18 كيلوجراما.

سيكون هناك على البر فريق يساعدها من خلال هاتف يعمل بالاقمار الصناعية وسيتتبع خطاها من خلال نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) وسيكون معها اشارة طواريء تستخدمها عند الضرورة لكن لن ترافقها سفينة معاونة وستحرص على ان تجدف 16 ساعة في اليوم في زورق بلا محرك وبلا شراع.

وتحمل بومستاين درجة الماجستير في الادارة غير الربحية. ويقول كال انها قضت السنوات الثلاث الاخيرة لا تفعل شيئا سوى الاعداد للرحلة التي يمولها رعاة تجاريون.

والمرأة الوحيدة التي أقدمت على هذه المغامرة من قبل في رحلة من اليابان الى سان فرانسيسكو عام 2013 هي البريطانية سارة أوتن لكن الرياح دفعتها شمالا وبعد 149 يوما انهت رحلتها عند جزر ألوتيان في شمال المحيط الهادي.