واشنطن (رويترز) - سيتمتع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ عندما يتولى منصبه رسميا في يناير كانون الثاني ومن المرجح أن يحظى في باديء الأمر بشهر عسل مع الكونجرس بشأن عدد من القضايا لكن العلاقات الودية في المدى البعيد قد تكون أكثر صعوبة.
وفي ظل الظروف العادية فإن أي رئيس يسيطر حزبه على المجلسين يستطيع أن يعول على إنجاز الأمور بسرعة ولن يكون ترامب استثناء على الأرجح لكنه سيبدأ ببعض العراقيل غير المعتادة.
ولم يدعم الكثير من الجمهوريين في الكونجرس ترامب إلا بعد أن أصبح مرشح الحزب. ولم يؤيده البعض على الإطلاق. وأثناء حملته أهان ترامب بعضهم وهاجمهم بمن فيهم بول ريان رئيس مجلس النواب.
وفوق كل ذلك فإن رجل الأعمال والنجم السابق لتلفزيون الواقع الذي سيقود أقوى حكومة وأكبر اقتصاد في العالم ليس لديه خبرة في الحكم.
وقالت آشلي سترونج المتحدثة باسم ريان "رئيس مجلس النواب ريان اتصل بدونالد ترامب في وقت سابق هذا المساء وأجرى الاثنان محادثة جيدة للغاية."
ويتفق ترامب والقيادة الجمهورية في الكونجرس على سياسة رئيسية واحدة على الأقل هي إلغاء قانون الرعاية الصحية المعروف باسم أوباما كير الذي بدأ تطبيقه في 2010.
وقال النائب الجمهوري عن نيويورك كريس كولينز وهو حليف وثيق لترامب في الكونجرس لمحطة تلفزيون (سي.إن.إن) يوم الأربعاء "أولويتنا القصوى هي إلغاء أوباما كير في المئة يوم الأولى."
وتوقع كولينز أيضا أن الرئيس الجديد سيتحرك سريعا لإلغاء اتفاقات تجارية وبناء جدار على الحدود الأمريكية مع المكسيك والتي يبلغ طولها 3200 كيلومتر. ويشكك بعض الجمهوريين في احتمالات تنفيذ هذين الوعدين الانتخابيين.
ومن المرجح أن تتحرك خطط رئيس لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب جيب هينسارلنج - وهو جمهوري من تكساس - لإعادة صياغة قانون البنوك من أجل تخفيف اللوائح وتقليص سلطات مكتب الحماية المالية للمستهلك بقدر أكبر من السلاسة.
وتوقع السناتور الجمهوري رون جونسون الذي أعيد انتخابه ممثلا لولاية ويسكونسن يوم الثلاثاء أن ترامب سيتوصل لاتفاق مع الكونجرس بشأن سبل تعزيز النمو الاقتصادي وإصلاح الضرائب وتقليص اللوائح التنظيمية والحفاظ على انخفاض أسعار الطاقة.
وقال جونسون لسي.إن.إن "سيكون منظورا مختلفا تماما. لن يكون من الصعب جعل الاقتصاد يتحرك مجددا بهذا المنظور من رجل أعمال."
لكن آخرين قالوا إن ترامب يحتاج لأن يمد يده لأنصاره ومعارضيه على حد سواء بعد حملة مثيرة للانقسام هددت في بعض الأحيان بانزلاق الحزب الجمهوري إلى صراع داخلي.
وقالت الجمهورية سوزان كولينز وهي عضو بمجلس الشيوخ عن ولاية مين ومن أشد منتقدي ترامب في بيان "أملي هو أن يركز الرئيس المنتخب ترامب على القضايا التي توحدنا."
وإلغاء برنامج الرعاية الصحية من شأنه أن يهز قطاعي الصحة والتأمين في الولايات المتحدة اللذين دعوا بالفعل إلى إصلاحات مدروسة لكن ليس إلى إلغاء البرنامج بالكامل.
ووصف ترامب برنامج أوباما كير بأنه "كارثة" وتعهد بإلغائه وإبداله. وصوت الجمهوريون في مجلس النواب أكثر من 50 مرة لإلغاء البرنامج أو جزء منه.
وبالاضافة لهذا فإن ترامب قال إنه يريد أن ينفذ بعض الأشياء عندما يتولى الرئاسة مثل منع المسلمين من دخول البلاد والسماح بالتعذيب في محاربة الإرهاب وهي أمور يرى بعض الخبراء أنها مشكوك فيها من الناحية القانونية.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)