من أوري لويس
القدس (رويترز) - أصابت القوات الإسرائيلية بالرصاص مراهقا فلسطينيا طعن امرأة إسرائيلية حبلى في الضفة الغربية المحتلة يوم الاثنين وسط مؤشرات على تصاعد هجمات الفلسطينيين على الإسرائيليين داخل المستوطنات اليهودية.
وأمر الجيش العمال الفلسطينيين بترك أماكن عملهم في بعض المستوطنات مع انتشار العنف من الشوارع ومحطات الحافلات في الضفة الغربية وإسرائيل إلى الجيوب الاستيطانية الإسرائيلية التي عادة ما تحظى بحماية شديدة.
وقال مسؤولون في مستشفى إن المرأة التي طعنت في مستوطنة تقوع القريبة من بيت لحم في حالة متوسطة بمستشفى في القدس وإن جنينها بخير. والمهاجم (17 عاما) في حالة خطيرة بعد إصابته بالرصاص في ساقه. ويتلقى العلاج في مستشفى آخر بالقدس.
وحادث الطعن هو الثاني في مستوطنة خلال يومين. وكان مهاجم طعن أما لستة أطفال حتى الموت في منزلها بجنوب الضفة الغربية المحتلة يوم الأحد. ولا تزال السلطات تبحث عن المهاجم.
وأمر الجيش الإسرائيلي كل العاملين الفلسطينيين في كتلة جوش عتصيون الاستيطانية الكبيرة في جنوب الضفة الغربية بترك أماكن عملهم. وشوهد البعض يركبون شاحنة كبيرة.
وقال بيان للجيش "في ضوء تقييم الموقف وبعد هجمات إرهابية في الآونة الأخيرة... تلقى العمال الفلسطينيون أوامر بمغادرة مجتمعات (جوش عتصيون)."
وندد السفير الأمريكي لدى إسرائيل دانييل شابيرو بحوادث الطعن الأخيرة بوصفها "أعمال إرهاب همجية" لكنه انتقد إسرائيل أيضا لعدم فعلها ما يكفي لوقف العنف من جانب اليمينيين المتطرفين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقال في مؤتمر أمني "عدد كبير للغاية من الهجمات على الفلسطينيين لم يشهد تحقيقا قويا فيها أو ردا من السلطات الإسرائيلية عليها... وفي بعض الأحيان يبدو أن هناك معيارين للالتزام بسيادة القانون- أحدهما للإسرائيليين والآخر للفلسطينيين."
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحقا بيانا يرفض تصريحات شابيرو ويصفها بأنها "غير مقبولة وغير صحيحة. إسرائيل تطبق القانون على الإسرائيليين والفلسطينيين".
وقال محللون إن تصاعد التوترات قد يدفع المستوطنين الذين يتمتعون بنفوذ قوي في الحكومة الإسرائيلية اليمينية إلى حث صانعي السياسة على فرض المزيد من قيود السفر والتوظيف على الفلسطينيين. وسوف تتفاقم التوترات إذا حدث هذا.
وقال عوفير زالزبيرج من مجموعة الأزمات الدولية "كلما شعر المستوطنون بأنهم معرضون لمثل هذه الهجمات الوحشية فإن زعماءهم الذين يتمتعون بالنفوذ سيزيدون ضغوطهم على الحكومة للتفريق بشكل أوضح بين الفلسطينيين والمستوطنين."
وأضاف "وإذا اتخذنا من الماضي مثالا فإن مثل هذا التفريق خاصة تخصيص بعض الطرق في الضفة الغربية للمستوطنين وتحويل مرور الفلسطينيين إلى طرق ثانية متعرجة فسيزيد هذا من تشدد الفلسطينيين."
وطعنت ممرضة حتى الموت يوم الأحد بينما كانت تحاول التصدي لمهاجم اقتحم منزلها. وقال جيران في مستوطنة عتنائيل إنهم سمعوا احدى بناتها تصرخ طلبا للمساعدة.
وتعهد نتنياهو بالعثور على المهاجم ومثوله أمام العدالة. وأضاف أن إسرائيل ستعزز أمن المستوطنات لكنه لم يقدم تفاصيل.
ووقع الهجوم الأخير بعد أيام من تكهن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون بأن جذور العنف تضعف.
وتأججت موجة الهجمات التي دخلت شهرها الرابع بسبب عدة عوامل من بينها شعور الفلسطينيين بخيبة الأمل بسبب انهيار محادثات السلام والبناء في المستوطنات اليهودية على أراض يطالب بها الفلسطينيون ضمن دولة لهم في المستقبل.
وتصاعد العنف أيضا بسبب معارضة المسلمين لزيارات اليهود المتزايدة للحرم القدسي الشريف.
وقتل 25 إسرائيليا وأمريكي في هجمات طعن ودهس وأخرى بالأسلحة منذ أن اندلع العنف في أول أكتوبر تشرين الأول.
وقتل 148 فلسطينيا على الأقل خلال نفس الفترة بينهم 94 تقول إسرائيل إنهم مهاجمون. وقتل معظم الآخرين في مظاهرات عنيفة.