من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - قال الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية إنهما شنا هجوما بريا وجويا كبيرا على مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة يوم السبت وإنهما يشددان حصار المقاتلين المتحصنين داخل المدينة.
ويسعى الجيش السوري مع حزب الله المتحالف معه منذ فترة طويلة لانتزاع السيطرة على الزبداني من قبضة المتشددين السنة. وهذه المدينة قريبة من طريق بيروت دمشق الرئيسي الذي يربط البلدين وستمثل السيطرة عليها مكسبا استراتيجيا لحكومة الرئيس بشار الأسد.
وأظهرت لقطات تلفزيونية بثتها قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله والتلفزيون السوري الرسمي أعمدة الدخان تتصاعد من المدينة وسمع دوي القصف الجوي واصوات المدفعية الثقيلة.
والزبداني التي كانت يوما واحدة من المنتجعات الساحلية الشهيرة باتت أحد المعاقل المتبقية لمقاتلي المعارضة على الحدود. وكانت المدينة جزءا من طريق إمداد رئيسي للأسلحة التي كانت ترسلها سوريا في السابق إلى مقاتلي حزب الله قبل اندلاع الصراع السوري في 2011 والذي خلف أكثر من 200 ألف قتيل.
وقال الجيش السوري "وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة اللبنانية تبدأ عملية عسكرية واسعة في مدينة الزبداني بريف دمشق بعد ان أحكمت الطوق على التنظيمات الإرهابية المتحصنة في المدينة وتتقدم حاليا باتجاه أهدافها من عدة محاور وتكبد الإرهابيين خسائر كبيرة بالافراد والعتاد."
وأضاف الجيش أيضا أنه احكم سيطرته على قلعة التل غرب الزبداني.
ويقول مقاتلو المعارضة إنهم زرعوا الألغام حول المدينة شبه المهجورة وإنهم مستعدون بشكل جيد لصد الهجوم.
وقالت مصادر من المعارضة إن الهجوم بدأ فجرا بإطلاق كثيف للصواريخ تحت قصف جوي مركز بعشرات الغارات وانتشار واسع للقوات البرية.
وقال قيادي بكتيبة أحرار الشام إن مقاتلي المعارضين المسلحين استخدموا دبابات روسية الصنع استولوا عليها من الجيش ومدفعية بعيدة المدى لقصف مواقع الجيش ومنعوا تقدم قواته.
وأضاف لرويترز من ساحة المعركة "القصف لا يتوقف من الجو.. من طائرات الهليكوبتر والقذائف تطلق من مدرعات. إنهم يحاولون التقدم.. لكن الله معنا."
ويشتبك الجيش السوري والمقاتلون المؤيدون للحكومة مع مقاتلي المعارضة في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشمال من العاصمة. ومن بين جماعات المعارضة الموجودة بالمنطقة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وكثف حزب الله المدعوم من إيران وهي حليفة رئيسية للأسد في الحرب هجومه على مواقع على طول منطقة جبال القلمون على جانبي الحدود السورية اللبنانية في الأشهر الماضية.
ويهدف الهجوم إلى قطع طرق إمداد الأسلحة لقوات المعارضة على طول الحدود الوعرة التي يسهل اختراقها.
وكان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري وحزب الله لاستعادة السيطرة على الزبداني متوقعا في الأيام الماضية.
وعلاوة على قتال قوات المعارضة حول مدينة درعا في الجنوب وفي مدينة حلب في الشمال يحارب الجيش السوري على عدد من الجبهات الأخرى إذ يقاتل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق البلاد.