بانجول (رويترز) - اندلع اطلاق للنار في محيط قصر الرئاسة ببانجول عاصمة جامبيا ليل الاثنين وأغلق جنود جسرا يؤدي إلى وسط المدينة الساحلية وسط تقارير اعلامية بأنها محاولة انقلاب.
وقال دبلوماسي إن مسلحين مجهولين هاجموا مقر الرئاسة أثناء الليل غير أن إطلاق النار خفت في وقت لاحق. وقال دبلوماسيون محليون ووسائل إعلام إن رئيس جامبيا يحيى جامع كان في فرنسا عندما اندلعت أعمال العنف.
وضيق جامع (49 عاما) -الذي وصل للسلطة في انقلاب قبل عشرين عاما- الخناق على المعارضة في البلاد خلال فترة حكمه ويواجه انتقادات دولية متزايدة بسبب قضايا تتراوح بين السجل السيء لحقوق الإنسان في بلاده ومزاعم بأنه يستطيع علاج مرض الإيدز.
وحث المتصلون على محطات إذاعة على الإنترنت تابعة للمعارضة وتبث من الخارج السكان على الثورة ومنع جامع من العودة.
وقال دبلوماسي كبير من غرب أفريقيا لرويترز إن المتمردين كانوا يسيطرون على بعض الجيوب الإستراتيجية في العاصمة بعد ظهر يوم الثلاثاء.
وبثت الإذاعة الرسمية معظم الوقت موسيقى الكورا التقليدية لكن مذيعا قرأ بيانا من الحكومة يقلل من شأن الأحداث. وقال البيان "يسود الهدوء والأمن جامبيا على عكس الشائعات التي تتردد. وتحث الحكومة المواطنين على ممارسة حياتهم بشكل عادي."
ولجامبيا وهي شريط من الأرض يمتد داخل السنغال سواحل على المحيط تجتذب عددا كبيرا من السياح خصوصا في فصل الشتاء من النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ومن بين هؤلاء السياح نحو 60 ألف بريطاني ونصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم النزول إلى الشوارع وتجنب التجمعات العامة.
وقال شهود عيان في بانجول إن قوات الأمن متمركزة عند التقاطعات وتقوم بدوريات بعد إطلاق النار الذي استمر لعدة ساعات في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء.
وظلت البنوك وغيرها من المكاتب ومناطق سكنية محيطة مغلقة ولم يغادر السكان منازلهم يوم الثلاثاء.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن جامع ليس في زيارة رسمية لباريس وذكرت مصادر دبلوماسية إنه ليست هناك مؤشرات على انه في زيارة خاصة أيضا.
وكان التلفزيون الرسمي في جامبيا قال في مطلع الأسبوع إن جامع سافر إلى دبي لكن لم يرد تأكيد رسمي عن مكان وجوده يوم الثلاثاء.
كان الاتحاد الأوروبي سحب في وقت سابق من هذا العام مساعدات تقدر بملايين الدولارات بعد فترة قصيرة من توقيع جامع على قانون قد يعاقب المثليين بالسجن مدى الحياة. وواجه انتقادات في عام 2012 لأنه أعدم تسعة أشخاص كانوا محتجزين في السجن.
ويزعم جامع منذ فترة طويلة أنه اكتشف علاجا طبيعيا لمرض الإيدز مما أثار انتقادات من الخبراء الطبيين.
وحرص جامع في السنوات الأخيرة على تغيير كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين باستمرار في خطوة حالت دون اكتساب أي شخص سلطة إلا أنها في الوقت ذاته أذكت عدم الاستقرار.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)