من فيليب بوليلا وروزماري فرانسيسكو
مانيلا (رويترز) - أقام البابا فرنسيس قداسا لملايين الفلبينيين الذين وقفوا تحت المطر في متنزه ريزال بارك في العاصمة مانيلا يوم الأحد حث فيه العالم على "تعلم كيف يبكي" لمحنة الفقراء والجوعى والمشردين والأطفال الذين يعانون من انتهاكات.
ويقول مسؤولون في المدينة إن نحو أربعة ملايين شخص تجمعوا في المتنزه كما تدفقت أعداد أكبر في المناطق المحيطة لحضور القداس الذي يختتم به البابا جولته الآسيوية التي دامت أسبوعا.
وتوقف البابا (78 عاما) في طريقه إلى المتنزه وسط الأمطار لتقبيل أطفال ومباركة تماثيل دينية.
وبدأ الناس يتدفقون على المتنزه ليل السبت وانتظروا حتى تفتح الأبواب فجرا. وفتحت أبواب المتنزه قبل تسع ساعات من بدء القداس الذي من المقرر أن يستمر نحو ثلاث ساعات.
وفي عظته حث البابا الفلبينيين على أن ينأوا بأنفسهم عن "الهياكل الاجتماعية التي تديم الفقر والجهل والفساد" وهو هدف أكد عليه عندما أجرى محادثات مع الرئيس الفلبيني بنينو أكينو يوم الجمعة. وحضر أكينو القداس.
وانتقد البابا أيضا جهود الحكومة لتنظيم النسل قائلا إن الأسرة مهددة "بهجمات وبرامج غادرة تخالف كل ما نؤمن بأنه حق ومقدس."
وكان المنظمون قالوا إنهم يتوقعون حضور ما يصل إلى ستة ملايين شخص القداس وهو أكثر من العدد الذي تدفق لحضور قداس للبابا الراحل يوحنا بولس قبل 20 عاما والذي بلغ خمسة ملايين شخص.
وبدأ برنامج البابا يوم الأحد بحضور تجمع شبابي بجامعة كاثوليكية في مانيلا تأثر خلاله بسؤال لطفلة تبلغ من العمر 12 عاما تخلى عنها والداها.
وسألته الطفلة جليزيل إيريس بالمومار "كثير من الأطفال تتخلى عنهم أسرهم. كثير منهم يصبحون ضحايا وتحدث لهم أمور سيئة مثل ادمان المخدرات والبغاء. لماذا يسمح الرب بأن يحدث ذلك حتى وإن كان الأطفال لم يخطئوا؟ لماذا يساعدنا عدد قليل فقط من الناس؟."
وانخرطت الطفلة في البكاء ولم تكمل كلمتها وعانقها البابا ثم تخلى عن جزء كبير من كلمته التي كان أعدها من قبل حتى يجيب على سؤالها.
وأجاب وقد بدا عليه التأثر "هي الوحيدة التي تقدمت بسؤال ليس له إجابة ولم تتمكن حتى من التعبير عنه بالكلمات ولكن بالدموع."
وقال بالاسبانية وتولى مساعد ترجمة كلماته بالانجليزية "لماذا يعاني الأطفال؟"
"أدعوكم كلكم لسؤال أنفسكم .. هل تعلمت كيف أبكي... عندما أرى طفلا جائعا أو طفلا في الشارع يتعاطى المخدرات أو طفلا مشردا أو طفلا تركه والداه أو طفلا تعرض لانتهاكات أو طفلا يستخدمه المجتمع كعبد؟"
وتحدث البابا ثانية في عظته عن الحاجة للدفاع عن الأطفال قائلا "يجب أن نعتبر كل طفل هبة تستحق الترحيب بها وتقديرها وحمايتها ويجب أن نرعى أبناءنا ولا نسمح بسرقة آمالهم والحكم عليهم بالعيش في الشارع."