من طارق عمارة
تونس (رويترز) - قال شقيق المتهم التونسي بتنفيذ هجوم نيس في فرنسا لرويترز إن شقيقه اتصل به هاتفيا قبل ساعات من تنفيذ الهجوم الذي أودى بحياة 84 شخصا على الأقل كما أرسل له صورة ذاتية وهو يضحك ضمن الحشد في مكان الهجوم.
وقتلت الشرطة الفرنسية محمد لحويج بوهلال (31 عاما) وهو فرنسي تونسي من مواليد تونس مساء الخميس بعد أن قاد شاحنة مسرعة ودهس حشدا خلال الاحتفالات بالعيد الوطني في نيس.
وقال شقيقه جابر لرويترز في تونس إن محمد اتصل به آخر مرة بعد ظهر الخميس وأرسل له صورة ذاتية وهو بين الجموع في المدينة الفرنسية الجنوبية.
وقال جابر "يوم الخميس ساعات قليلة قبل الحادث محمد أخي كان في ساحة نيس مكان الاحتفال وأرسل لي صورة سلفي يبدو فيها سعيدا ويضحك بشدة."
ولم يتسن لرويترز التحقق من وجود الصورة التي رفض جابر إظهارها.
وكان لمحمد بوهلال سجل إجرامي وكان معروفا للشرطة الفرنسية لكن ليس لجهاز المخابرات. ولا تزال دوافعه لارتكاب الهجوم غير معروفة.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي في تصريحات نشرت يوم الأحد إن الهجوم -الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية- كان ذا طابع إسلامي وإن بوهلال اتجه للتطرف "بسرعة كبيرة".
وقال أقارب وجيران سابقين في مساكن -الواقعة على بعد نحو 120 كيلومترا إلى جنوب تونس- إن بوهلال انتقل إلى فرنسا في 2005 وكانت آخر زيارة له إلى البلاد قبل أربع سنوات. ووصفوه بأنه رياضي وغير مهتم بالدين ومن عائلة تقليدية.
وقال أفراد من العائلة إن بوهلال بدأ في الاتصال بهم بشكل متكرر في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال جابر "كان يتحدث معي عن مدينة مساكن ورياضة الملاكمة التي ألعبها أنا وأخبرني انه يعتزم زيارة مساكن قريبا."
وأضاف "لقد سألني عن والدينا.. كنا قريبين جدا من بعض. أرسل لنا أموالا تتراوح بين 300 و400 يورو وهواتف جوالة."
وقالت شقيقة بوهلال إنه كان يعالج من مشاكل نفسية لسنوات قبل الرحيل عن تونس.
وقال طبيب نفسي كان يعالجه قبل أكثر من عشر سنوات لرويترز يوم الأحد إنه كان عنيفا مع والديه ولديه مشكلات بشأن شكل جسمه.
وقال الطبيب شمس الدين حمودة إن والدي بوهلال أحضراه إلى عيادته في مساكن في أغسطس آب 2004.
وقال حمودة "لقد كانت لديه سلوكيات عنيفة مع والديه وكان خطابه عنيفا معهما وأحيانا يحاول إغلاق البيت لحبسهما في البيت."
وقال حمودة إنه بعد أن كان متفوقا دراسيا عزف بوهلال عن التعليم.
وقال "لقد كان لديه مشاكل مع جسده وكان يقول لماذا أنا نحيف الجسد."
وأضاف أنها كانت تلك المرة الوحيدة التي زار فيها محمد وأنه أعطاه أدوية مهدئة فقط.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)