القاهرة (رويترز) - الحمام طعام شهي في مصر يقدم في العادة مشويا ومحشيا بالأرز المتَبل لكن بالنسبة لأصحاب أبراج لتربية الحمام في القاهرة فإن طيورهم الثمينة لن تقدم على مائدة أحد.
وترتفع أبراج الحمام المصنوعة من الخشب فوق مئات المباني في الأحياء الفقيرة في أرجاء المدينة. وتضم تلك الأبراج ألوفا من الطيور المدربة جيدا التي لولا هذا لكانت انتهى بها الحال إلى طاولة القصاب.
والسلالات المختلفة التي تتباين في سرعتها وألوانها وعلاماتها يمكن يصل سعرها إلى ألوف الجنيهات للطائر الواحد وتشهد سوقها في القاهرة منافسة شديدة.
وقال سيد محمد الذي يملك غية للحمام "نحن نستمتع بها.. يمكن أن نظل معها من السابعة صباحا حتى منتصف الليل."
ويبلغ ارتفاع برج الحمام الخاص بمحمود أربعة طوابق ويطل على مجمع من القرن الخامس عشر بناه السلطان المملوكي الأشرف قايتباي وهو بناء أثري مدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وبعد الظهر يطلق حماماته.. أرقى الأنواع في بادئ الأمر وبعد ذلك يطلق باقي الحمام.
وتفهم الطيور مجموعة معقدة من نغمات الصفير والإشارات التي تأمرهم بالطيران أو العودة. وتقوم بالتحليق لمسافات بعيدة ثم تعود في العادة مع حلول الليل. وكثيرا ما تعود برفقة حمامات أخرى.
وقال محمد "الصفارة ... يعني ذي ما تقول ... لغة بينك وبين الحمام."
وفي المساء يجتمع محمد مع آخرين من مربي الحمام في أحد مقاهي المنطقة ليتفاخر كل منهم بحصيلته من الحمام الوافد من أبراج الآخرين.
وبدأ محمد غية تربية الحمام وهو طفل عندما كان خاله يصطحبه إلى برج حمام العائلة ليطعم الطيور.
وقال لرويترز "يعني أنا من حبي في الحمام من صغري خلاني لزاما يكون عندي غية" مضيفا أنه تعلم بعد ذلك أن يتكسب من هوايته.
ويهتم أصحاب أبراج الحمام بتربية طيورهم وكثيرا ما يبيعون فراخها إلى تجار في سوق مزدهرة.
وقال محمد إنه عندما انتقل من منزل أهله مع شقيقه "ربنا كرمنا واشترينا بيت.. أول حاجة عملناها قبل ما نتجوز رفعنا الغية.. لأن هي بنحس فيها بروحنا."
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)