من نيك كاري وستيف بيتنبيندر
لويفيل (كنتاكي) (رويترز) - انضم قادة دينيون وسياسيون من مختلف الاتجاهات إلى رياضيين وآلاف المواطنين يوم الجمعة للمشاركة في الوداع الأخير لبطل الملاكمة العالمي محمد علي الذي أبهر أمريكا بأدائه الاستعراضي ونال إعجاب العالم بوصفه رجل مبادئ.
وتوفي علي -الذي أثار جدلا باعتناقه الإسلام وخسر ثلاثة أعوام من مسيرته المهنية كملاكم لرفضه الخدمة العسكرية خلال حرب فيتنام - قبل أسبوع عن 74 عاما واعتبر واحدا من أكثر الرجال الذين نالوا احتراما في الولايات المتحدة.
وهتف محبو النجم الراحل "علي" وألقوا الزهور وهم يصطفون في شوارع بلدته لويفيل بولاية كنتاكي لدى مرور الموكب الذي يحمل جثمانه. ومر موكب الجثمان عبر المدينة -وتوقف برهة أمام حشد غفير خارج المنزل الذي عاش فيه طفولته- في الطريق إلى المقبرة التي أقيمت فيها مراسم دفن خاصة تحت شاهد قبر لم يكتب عليه سوى "علي".
وقال مسؤولو المدينة إن 100 ألف شخص شاركوا في تأبين البطل الراحل حيث قدم الكثير منهم من أنحاء البلاد ومن أنحاء العالم. وألقى البعض الزهور على العربة التي تحمل نعشه ضمن موكب من 18 سيارة سار مسافة تزيد عن 37 كيلومترا في مراسم لم تشهد الولايات المتحدة مثلها في تاريخها الحديث.
وبعد دفن جثمان علي توجه المشاركون الذين كان من بينهم الرئيس السابق بيل كلينتون والممثل الكوميدي بيلي كريستال والممثل ويل سميث والملاكم السابق مايك تايسون إلى ملعب رياضي يتسع لعشرين ألف شخص لإقامة مراسم تأبين بدأت بصلاة إسلامية.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة الذي اتسم بارتفاع درجات الحرارة تجمع نحو 1500 شخص خارج منزل طفولة علي في منطقة من المدينة عادة ما يقطنها الأمريكيون من أصل أفريقي. ومع وصول جثمانه أفسح رجال الشرطة الذين وقفوا كتفا بكتف الطريق له مثلما كان رجاله يفسحون له الطريق إلى حلبة الملاكمة.
وتوقف الجثمان لفترة في المنزل وهتف الحضور باسمه ومنهم من انتظره في الشمس لأكثر من ثلاث ساعات.
وبعد سنوات من عمليات الإصلاح لتحويل منزل طفولته إلى متحف أقام المطورون أخيرا حفلا للافتتاح في الأول من مايو أيار.
وقال جورج بوشيتو وهو رئيس اتحاد ملاكمة سابق في بنسلفانيا وشريك في ملكية المنزل "أرادوا (عائلة علي) أن يأتي محمد هنا لزيارة أخيرة لكن للأسف حالته الصحية لم تسمح بذلك."
وانتظر الزائرون هذا الأسبوع لمدد وصلت إلى 90 دقيقة للتجول في المنزل المتواضع.
وحضر عدد من الضيوف الأجانب المراسم لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي شارك في صلاة الجنازة يوم الخميس اختصر زيارته للولايات المتحدة ولم يشارك في اليوم الثاني من مراسم جنازة علي كما كان مقررا له.
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)