باليرمو (ايطاليا) (رويترز) - قال مسؤولون دوليون وإيطاليون يوم الأحد إن هناك مخاوف من غرق نحو 700 مهاجر بعد انقلاب قارب صيد يكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين قبالة سواحل ليبيا أثناء الليل.
وقال خفر السواحل الإيطالي إن 28 شخصا أنقذوا من القارب الذي غرق على بعد 70 ميلا تقريبا من الساحل الليبي جنوبي جزيرة لامبيدوزا الإيطالية كما انتشلت 24 جثة.
وفي حال تأكد وقوع الحادث ستكون هذه الكارثة من بين الأسوأ في سجل أزمة المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب حوض المتوسط كما سيرفع عدد القتلى منذ بداية العام إلى أكثر من 1500 شخص مع تدفق المهاجرين الهاربين من الفقر والحرب وانعدام الاستقرار في الدول المحيطة بالصحراء الأفريقية والشرق الأوسط.
وقال رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات إن "هناك مأساة تتكشف في حوض المتوسط وفي حال استمر العالم والاتحاد الأوروبي بإغلاق أعينهم سيحاكمون بأقسى العبارات كما حكم عليهم في السابق عندما أغلقوا أعينهم عن الإبادات الجماعية."
وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن وزراء خارجية الدول الأعضاء سيبحثون اتخاذ إجراءات طارئة خلال اجتماع في لوكسمبورج يوم الاثنين.
وقال المسؤولون الإيطاليون إن 17 سفينة وعددا من الطائرات التابعة للبحرية وحرس السواحل الإيطاليين فضلا عن سفن تجارية متواجدة في منطقة الحادث وقارب دورية بحرية مالطي يشاركون في عملية البحث والانقاذ بتنسيق من خفر السواحل الإيطالي في روما.
وأضاف "إنهم يحاولون فعليا العثور على أحياء بين الأموات الذين يطفون على وجه المياه."
ولم يتم اتخاذ أي قرار بشأن المكان الذي سينقل إليه الناجون والجثث.
ويعتقد أن القارب انقلب بعد تحرك الركاب على متنه إلى جهة واحدة لدى اقتراب سفينة تجارية منهم.
وقالت كارلوتا سامي المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين "وردت التفاصيل الأولية من أحد الناجين الذين يتكلمون الإنجليزية والذي قال إن 700 شخصا على الأقل إن لم يكن أكثر كانوا على متن القارب الذي انقلب بسبب تحرك المسافرين عليه إلى ناحية واحدة عند اقتراب قارب آخر أملوا أن ينقذهم."
* البحث عن حياة أفضل
بدوره كرر البابا فرنسيس اليوم الأحد مناشداته للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لتفادي وقوع المزيد من الكوراث للمهاجرين.
وقال لآلاف تجمعوا في ميدان القديس بطرس للاستماع لعظة اليوم الأحد بعد أن خرج عن النص المعد "إنهم رجال ونساء مثلنا. إخوان لنا يسعون لحياة أفضل وهم جوعى ومضطهدون ومصابون وضحايا حرب. كانوا يبحثون عن حياة أفضل وعن السعادة."
وعلى أثر الحادث عاد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي إلى روما من لقاء سياسي كان يحضره في مدينة مانتوا وبحث الوضع في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند على أن يجتمع مع عدد من الوزراء المعنيين في وقت لاحق.
من ناحية أخرى رجحت أيدان أوزوغوز وهي ممثلة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والدمج وصول المزيد من المهاجرين غير الشرعيين إلى شواطئ أوروبا مع ارتفاع درجات حرارة الطقس في حوض المتوسط مما يفرض إعادة أجهزة المهمات الطارئة للعمل.
وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية هذا العام بنحو 20 ألف.