من ماري لويس جوموشيان وإليزابيث أوليري
لندن/إدنبرة (رويترز) - عبر بريطانيون يوم الجمعة عن صدمتهم بعد قرار الناخبين تأييد الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي اتخذ بفارق ضئيل سواء من رحبوا بيوم "الاستقلال" أو من أفزعتهم النتيجة.
وجاء تأييد الخروج بعد حملة مريرة قسمت البلاد على أسس متباينة ومنها كبار السن في مواجهة الشباب وإنجلترا وويلز في مواجهة اسكتلندا وأيرلندا الشمالية ومعاناة سكان شمال إنجلترا من مصاعب اقتصادية مقابل سكان المدن الأغنى في الجنوب.
واستمرت المنافسة حتى اللحظة الأخيرة قبل أن ينتهي بتأييد الخروج من الاتحاد بنسبة 52 إلى 48 في المئة في الاستفتاء في الساعات الأولى من صباح الجمعة ليبدأ الداعون للخروج وأنصارهم الاحتفال بالخطوة التي يقولون إنها ستجعل بريطانيا أقوى.
وفي لندن التي صوت سكانها بأغلبية ساحقة لصالح البقاء في التكتل الذي انضمت إليه بريطانيا قبل أكثر من 40 عاما بدا التجهم على الكثير من الموظفين الذاهبين لأعمالهم في الحي المالي قلقا على وظائفهم.
وقال ستيف جونز "ماذا بعد؟ هذا هو المجهول الأكبر ويبدو الآن قاتما للغاية."
وفي مانشستر بشمال انجلترا قالت المتقاعدة جانيت هارتلي التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد إن الحملة التي أفضت للاستفتاء كانت فوضوية مشيرة إلى أن السياسيين كانوا يتحدثون "بأمور تافهة" لكنها ترى أن بريطانيا الآن ستكون في وضع أفضل.
وقالت "ينبغي أن نحصل على استقلالنا بدلا من أن يحكمنا الكثير من البيروقراطيين الذين يجنون الكثير من المال ولا يفعلون شيئا."
كانت هارتلي واحدة بين كثير من كبار السن الذي آثروا الخروج من الاتحاد الأوروبي بينما غلبت رغبة البقاء على معظم الشباب.
* العولمة
حصل المعسكر المؤيد للخروج على دعم ملايين الناخبين الذين يشعرون بالتهميش نتيجة العولمة ويلومون قوانين الهجرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي في تدني الأجور والضغط على الخدمات العامة.
وقال دانكان البالغ من العمر 70 عاما ويعمل سائقا "أعتقد أنه رائع إنه أمر طيب" مضيفا أنه يعتقد أن الاستفتاء سيساعد الاقتصاد وسيضع حدودا بشأن من يدخل بريطانيا.
وهون الداعون للخروج من الاضطرابات المالية الناجمة عن نتائج الاستفتاء بعد تراجعات كبيرة في الأسواق العالمية وانخفاض الجنيه الاسترليني أمام الدولار لأقل مستوى منذ 1985 بسبب المخاوف على خامس أكبر اقتصاد في العالم.
وستستغرق المسألة عامين على الأقل من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي قبل اكتمال عملية الانفصال.
وقالت لورا كلارك التي تعمل موظفة "إنني منهارة تماما بسبب نتيجة هذا الصباح وأعتقد أنها حماقة تامة وجنون اقتصادي."
ورحب ناخبون آخرون بحصولهم على فرصة للتعبير عن خيبة أملهم.
وقال ستيف كنيدي الذي يقيم في لندن "أعتقد أن الاتحاد استمر لفترة أكثر مما ينبغي. استمر لفترة طويلة جدا حتى أصبح شيئا غير الذي أريد له أن يكون وأعتقد أنه في النهاية الأفضل لنا أن نكون خارجه."
*المغتربون
بدأ بريطانيون في أنحاء أخرى من أوروبا كانوا يستفيدون من حرية الحركة داخل الاتحاد في التفكير في الحصول على جنسيات أخرى لتجنب إجراءات بيروقراطية مزعجة.
وقالت كارولين تيلور وهي مدرسة في برلين تبلغ من العمر 43 عاما "إنه عار كبير. ينبغي لبريطانيا أن تكون قريبة من أوروبا. هذا يظهر شعورا بالتفوق والآن يوجد الكثير من الغموض. سيفكر الكثير من المغتربين فيما سيفعلون."
ووصف البريطاني بيتر فاركو الذي يعيش في فرنسا منذ 11 عاما نتيجة الاستفتاء بأنها "ضربة قاضية."
وقال "أجدها محرجة للغاية لشخص يعيش في فرنسا. كيف أشرح هذا للشعب الفرنسي وأصدقائي الفرنسيين؟"
وأضاف "أعتقد أنه ما كان ينبغي منذ البداية طرح مثل هذا الأمر المهم والمعقد في استفتاء. ما زلت أشعر بصدمة."
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير دينا عادل)