من مارينا ديبيتريس وتوم مايلز
جنييف (رويترز) - قال طبيب من الجمعية الطبية السورية الأمريكية يوم الأربعاء إن جيب شرق حلب المحاصر في سوريا ليس به أي مخدر طبي وبه ست أسرة للعناية المركزة بعد أن أدت ضربات جوية خلال الليل إلى تعطيل العمل بمستشفيين.
وقال عمال في مستشفى رئيسي في حلب إن طائرات حربية روسية أو سورية قصفت المستشفى لتشل حركته يوم الأربعاء. وكثفت قوات برية هجومها على القطاع الذي يسيطر عليه المعارضون في المدينة في معركة ربما تصير نقطة تحول حاسمة في الحرب الأهلية.
وأدى القصف إلى إلحاق أضرار بمستشفى آخر على الأقل ومخبز ومقتل ستة من الأهالي الذين اصطفوا للحصول على الخبز في ظل الحصار الذي أطبق على 250 ألف شخص بدأ الغذاء ينفد لديهم.
وقال الطبيب عبد الرحمن العمر لرويترز في جنيف خلال زيارة للقاء مسؤولي الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية "فقدنا سبع أسرة من أسرة الرعاية المركزة مع أجهزة التنفس الخاصة بها."
وربما يعود مستشفى إم2 للعمل من جديد خلال أيام ولكن العمر قال إنه لا يعلم كم من الوقت سيستغرق إصلاح مستشفى إم 10. وهو أكبر مستشفى لعلاج الصدمات في حلب.
وباقي أسرة وحدات العناية المركزة موجودة في مستشفيي القدس وإم 1.
والأولوية الرئيسية لعلاج حالات الإصابة من المعارك بما في ذلك الحروق. ويقتصر تركيز أطباء حلب وعددهم 30 طبيبا على الرعاية التي تهدف لإنقاذ الأرواح.
وقال العمر "الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي لا يؤخذ في الاعتبار مطلقا لأنه ليس لذلك أولوية.. لدينا الآن أكثر من 200 حالة تحتاج لإجلاء عاجل."
ولا توجد أجهزة تنفس للمواليد الجدد ولا توجد ممرضات مؤهلات لرعايتهم ويقوم التقنيون بدور أطباء التخدير. وأضاف أن شرق حلب فيه طبيب واحد متخصص في النساء وطبيبان للأطفال.
* عزيمة
وتابع العمر أن كمية المضادات الحيوية ولوازم طب العظام وأدوية علاج الأمراض المزمنة في تراجع. ونفدت أدوية أخرى.
وقال "إذا استمر ذلك لن يتمكن الجراحون من إجراء عمليات.. ويوجد أيضا نقص خطير في الوقود الذي لا يكفي إلا لإدارة المستشفيات لمدة 24 يوما أو 25 يوما.
وأضاف أن بنك الدم الوحيد الذي كان يوفر 50 كيس دم يوميا قبل أسابيع قليلة يواجه الآن طلبات تصل إلى 300 كيس يوميا.
ولكن العمر قال إن الناس المحاصرين يجيدون التعامل.
وقال "يمكنني أن ألخص مشاعر الناس بالداخل بكلمة واحدة: عزيمة.. لا أحد يحب الحرب ولكن لا أحد يحب خسارة حريته. هؤلاء الموجودين بداخل المدينة كانت لديهم فرصة مغادرة المدينة من قبل ورفضوا.. قرروا البقاء داخل مدينتهم."
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)